الأشكال الأرضية
لحوض وادي عامج- رسالة دكتوراه ،رحيم حميد
المستخلص
تعد هذه الدراسة دراسة جيومورفولوجية لحوض وادي عامج ، الذي يقع في الجزء
الشمالي من الهضبة الغربية العراقية بمساحة بلغت (4346 كم2 ).
أن الحوض جاف لمعظم فصول السنة،وتجري فيه المياه في أثناء الموسم المطير
من السنة . تم في هذه الدراسة التعرف على طبيعة العوامل والعمليات الطبيعية
وخصائص الشبكة النهرية والأشكال الأرضية الناتجة عنها. فالعوامل الطبيعية
في الحوض تمثلت بالبنية الأرضية والتضاريس والمناخ والخصائص الهيدرولوجية
والتربة والنبات الطبيعي ، وقد تباين تأثيرها في جيومورفولوجية وخصائص
الحوض ،إذ كان للبنية الأرضية دور في تشكيل الظواهر الأرضية ،وكان للمناخ
القديم دوراً واضحاً في تشكيل جيومورفولوجية الحوض في حين كان التأثير
الجيومورفي للمناخ الحالي أقل شدة مما كان في عصر البلايستوسين حيث تسير
العمليات الجيومورفولوجية ببطء. كما أن للتضاريس والتربة دوراً لا يقل
أهمية عن العوامل السابقة، وكانت أهمية النبات الطبيعي محدودة لقلة وموسمية
وجوده . أما العمليات الجيومورفولوجية، فقد تم دراسة كل عملية بمعزل عن
العمليات الأخرى لبيان تأثيرها في تشكيل الظواهر الأرضية وخصائص الشبكة
النهرية ،وقد تم تحديد العمليات الجيومورفولوجية السائدة في الحوض
والمساهمة في تشكيل ظواهره الجيومورفولوجية وهي العمليات التركيبية-
المورفوتكتونية والعمليات المناخية الحتية والترسيبية(المائية والريحية)
وعمليات التجوية والإذابة والانهيارات الأرضية والعمليات البشرية. بعد ذلك
أجري التحليل الكمي لخصائص الشبكة النهرية والمتمثلة بالخصائص المساحية
والشكلية والخصائص الطولية والتضاريسية للحوض .وقد نتج عن تفاعل العوامل
والعمليات وخصائص الشبكة النهرية الأشكال الأرضية التي صنفت حسب طبيعة
العملية التي أنشأتها ، فهناك الأشكال الأرضية ذات المنشأ التركيبي-
المورفوتكتوني، والأشكال الأرضية ذات المنشأ المورفومناخي الحتي والترسيبي،
والأشكال الأرضية الناتجة عن الإذابة، وأشكال الانهيارات الأرضية فضلاً عن
أشكال المنحدرات الأرضية الناتجة عن عمليات مركبة .
The Geomorphic Features Of
Amej Wadi Basin
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
تعد دراسة الأحواض النهرية من الدراسات الجيومورفولوجية التي حضيت باهتمام خاص من قبل الجيومورفولوجيين، لأنها تمثل وحدة طبيعية جيومورفولوجية وهيدرولوجية متكاملة ،تساعد الباحث على أن يجد ضالته في العديد من الظواهر والأشكال الأرضية التي يروم دراستها .فهناك العوامل الطبيعية التي تمثل الوسط الطبيعي الذي يؤثر في رسم وتحديد أشكال المعالم الأرضية ، الذي يكون ما بين عامل جيولوجي وتضاريسي ومناخي وهيدرولوجي وتربة ونبات ، أما العمليات فهي تكون منبثقة من هذه العوامل ويكون لها فعل حركي يؤدي إلى مجموعة تغيرات كيمياوية وفيزياوية ، تعمل على تشكيل الخصائص المساحية والشكلية والتضاريسية وخصائص الشبكة النهرية والأشكال الأرضية للحوض . كما يهتم الجيومورفولوجي بدراسة وتصنيف الوحدات الأرضية وما تحتويه من موارد طبيعية ضمن وحدة بيئية متكاملة قد تختلف عن بيئات متجاورة في أحواض أخرى ،سواء أكانت في البيئة الأرضية وما تعكسه من تنوع صخري وأشكال أرضية ،أو بيئة حياتية وما تعكسه من تنوع مائي ونباتي وحيواني ،عليه فالحوض النهري لا يمثل مورداً مائياً فقط يمكن أن يعول عليه في النشاطات والحاجات البشرية (زراعة،رعي، استيطان) ،ولكنه يمكن أن يعد موردا صناعيا بعد تنميته من خلال تنوع الموارد الطبيعية النباتية والثروات المعدنية ،خاصة وان المورد المائي السطحي لا يعول عليه كثيرا في البيئة الصحراوية.
يقع حوض وادي عامج* في
الجزء الشمالي من الهضبة الغربية العراقية ضمن منطقة الوديان العليا حيث
المناخ الصحراوي الجاف لمعظم فصول السنة ، وتجري المياه بالوادي في أثناء
الشدات المطرية الغزيرة في الموسم المطير من السنة . تبلغ مساحة الحوض(
4346 كم2). وقد نشأ الوادي في ظل أحوال مناخية مطيرة تعود إلى
زمن البلايستوسين .ترك الوادي العديد من الخصائص التي تميز الشبكة النهرية،
وتوجد فيه الظواهر الأرضية التي تشكلت في ضوء العوامل والعمليات
الجيومورفية ،وقد تم تحديد ومتابعة هذه الظواهر من خلال استعمال معطيات
الاستشعار عن بعد ، من صور فضائية وجوية واستعمال خرائط طبوغرافية مكملة
بدراسات ميدانية .
تم في هذه الدراسة التعرف على طبيعة العوامل الطبيعية في منطقة الدراسة لبيان مدى تأثيرها في جيومورفولوجية وخصائص الحوض ،إذ كان للبنية الأرضية دور في تشكيل الظواهر الأرضية، كما كان للمناخ القديم دوره الواضح في رسم جيومورفولوجية الحوض ، وكان التأثير الجيومورفي للمناخ الحالي أقل شدة مما كان في عصر البلايستوسين حيث تسير العمليات الجيومورفولوجية ببطء. كما أن للتضاريس والتربة دوراً لا يقل أهمية عن العوامل السابقة ، وكانت أهمية النبات الطبيعي محدودة لقلة وموسمية وجوده . أما العمليات الجيومورفولوجية، فقد تم دراسة كل عملية بمعزل عن العمليات الأخرى لبيان تأثيرها في تشكيل الظواهر الأرضية وخصائص الشبكة النهرية ،وقد تم تحديد العمليات الجيومورفولوجية السائدة في الحوض والمساهمة في تشكيل ظواهره الجيومورفولوجية وهي العمليات التركيبية- المورفوتكتونية والعمليات المناخية الحتية والترسيبية( المائية والريحية ) وعمليات التجوية والانهيارات الأرضية. بعد ذلك اجري التحليل الكمي لخصائص الشبكة النهرية والمتمثلة بالخصائص المساحية والشكلية والخصائص الطولية والتضاريسية . وقد تبين من دراسة هذه الخصائص ، المساحة الكبيرة للحوض والبالغة( 4346 كم2 ) في حين تقاربت النسب المساحية للأحواض الثانوية المكونة للحوض الرئيسي والبالغة( 45) حوضاً ثانوياً ، وهي تعكس طبيعة الصخور الكلسية .