كتاب الجزائر المعاصرة لصلاح العقاد

  

كتاب الجزائر المعاصرة لصلاح العقاد


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


كتاب: الجزائر المعاصرة.
المؤلف: الدكتور صلاح العقاد.
الناشر: جامعة الدول العربية، معهد الدراسات العربية العالية.
تاريخ النشر1964.
- عدد الصفحات215.
حجم الملف5 ميجا.
حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحمل


تصدير:

لا شك أن ثورة الجزائر تحتل مكان الصدارة في تاريخ كفاح الشعوب ضد الاستعمار، ولم تشهد القارة الأفريقية ثورة مسلحة أكثر ضحايا أو أطول زمنَا، ولا يشبهها في تاريخنا المعاصر سوى كفاح الفيتناميين في الهند الصينية، مع هذا الفارق، وهو أن ظروف النضال في الجزائر كانت تواجه عراقيل أشد صعوبة من مختلف الوجوه.

فعلاوة على قرب الموقع من فرنسا كانت هناك طبقة من المستوطنين التي ألفت أن توجه السياسة الفرنسية في الجزائر لخدمة مصالحها ومحاولة ربط بقاء الفرنسيين هناك بالنعرة الوطنية.

والجزائر أحد أقطار ثلاث في أفريقيا تعرضت لهذا النوع من الاستعمار الاستيطاني وهي كينا واتحاد جنوب أفريقيا وقد نالت كينيا هي الأخرى استقلالها بعد نضال طويل، أما اتحاد جنوب أفريقيا فإن الاستيطان الأوربي فيه لا يرتبط بدولة خارجية معينة، ولهذا فإن الصراع يتخذ صورة نزاع داخلي، أما في الجزائر فقد استند المستوطنون إلى تأييد دولة أوربية وتعلقوا بها مما أعطى للنزاع صورة دولية واضحة حينما وقعت الثورة الوطنية.

وغم قرب عهدنا بالثورة فإنها حظيت باهتمام الكُتّاب من مختلف الجنسيات وتناولوها من عدة زوايا متباينة، فمن ذلك التحقيقات الصحفية التي أتت نتيجة دراسات ميدانية، ومنها المؤلفات التي تناولت الثورة من وجهة نظر القانون الدولي، كذلك اهتم كثير من الكُتاب الفرنسيين بتسجيل أثر الثورة في حياة فرنسا نفسها، فخصصت بعض المؤلفات لدراسة أسباب قيام الجمهورية الخامسة، والبعض الآخر للمحاولات الفاشلة التي قام بها المستوطنون والجيش في الجزائر لقلب هذه الثورة.

وبما أن الثورة الجزائرية مليئة بالصور الإنسانية من بطولات وأحداث تعذيب وتضحيات، فقد خلفت وراءها ثروة للأدباء فتناولها كُتّاب المسرح والقصة وهؤلاء الذين يعالجون التاريخ بشكل أدبي.

بل إن الثورة الجزائرية أصبحت موضوعا لعدة رسائل جامعية في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الأقطار الأوربية، سجلت في أقسام العلوم السياسية، ولم يحن الوقت بعد لتناول هذا الموضوع كبحث تاريخي، ومع ذلك فقد اخترنا تاريخ الجزائر منذ مطلع القرن العشرين حتى قيام الجمهورية موضوعا لمحاضراتنا هذا العام في قسم الدراسات التاريخية والجغرافية مستندين على وجود مادة غزيرة توفرت لدينا حول هذا الموضوع المعاصر، ومن هذه المواد ما له قيمة وثائقية، وإتماما للفائدة قمنا بترجمة اتفاقيات إيفيان، وهي فيما نعلم تنشر للمرة الأولى كاملة باللغة العربية.

ولذلك فنحن نسجل شكرنا لمعهد الدراسات العربية العالمية إذ يفسح المجال لنشر دراسات مفيدة في تاريخ المغرب الحديث والمعاصر.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-