كتاب الفوضى التي نظموها؛ الشرق الأوسط بعد العراق : جوين دايار


كتاب  الفوضى التي نظموها؛ الشرق الأوسط بعد العراق   : جوين دايار


ان السلوك الأميركي الوحشي في العراق هو الذي ولد حركة المقاومة، والفساد المالي وسوء الإدارة وتشجيع الطائفية هو الذي فجر الفوضى التي لم يعد ممكنا التحكم فيها كما أن وضع العراقيين اليوم أسوأ بكثير مما كانوا عليه في عهد صدام حسين لتدهور أوضاع البنية التحتية وإهمالها، فبغداد كانت تتلقى ما معدله أقل من ست ساعات من الكهرباء يوميا في مطلع العام الماضي، كما أن البلاد شهدت واحدة من أكبر عمليات السرقة في التاريخ في ظل سلطة الاحتلال. ففي السنة الأولى من الاحتلال كانت الأموال التي نهبت أكبر مما تمكن موبوتو سيسي سيكو من سرقته خلال 32 عاما من حكم الكونغو، أما انتخابات 2005 التي صورتها وسائل الإعلام الغربية على أنها انتصار للديمقراطية فلم تكن إلا تحويلا لكل المناشط السياسية إلى نوع من الطائفية والعرقية.
ويرى المؤلف أن السياسة الأميركية في التصدي للمشكلة العراقية العويصة كان لديها أولويات ثلاث : هي ١- الدفع بشكل متواصل من أجل مشاركة أكبر من جانب العرب السنة، ٢- وإبقاء النفوذ الإيراني في حدوده الدنيا، ٣- وضمان عدم وجود مطالبة شعبية بجدول زمني للانسحاب من العراق.

ويناقش المؤلف من منظور إستراتيجي كيف أن من خطط لغزو العراق، ويفكر اليوم في غزو إيران يواجه خطرا يهدد "النظام القديم" الذي مثل إطارا مرجعيا لتفكيره، فحرب العراق هي حرب عصابات ضد احتلال أجنبي وهذه الحروب تنتهي عادة بعد اعتراف الغرباء بالهزيمة والعودة إلى ديارهم.
والتهديد بحرب إيران هو في الحقيقة ورقة طائشة لأنها كما يقتبس من بريجنسكي ستعني نهاية الدور الأميركي في العالم، لأن الهجوم على بلد إسلامي ثالث معناه بلا ريب، تدبير مدفوع بحقد دفين على الإسلام نفسه.
والحرب على إيران سيكون الرابح الحقيقي فيها المتطرفون على الجانبين الشيعي والسني في الحرب الأهلية العراقية، كما أنها ستطلق الوحش الإيراني من عقاله كما يقتبس من بشار الفيضي المتحدث باسم هيئة علماء السنة "إن لم تأت الدول العربية لنجدتنا فإنها ستجد إيران على بواباتها.. يجب القضاء على الوحش في العراق".
وفي النهاية ستقود تلك الحرب إلى تغيير الواقع السياسي والإستراتيجي في كل مكان من العالم، وكما يقول ديفد هيرست "سينهار كامل النظام السياسي في الشرق الأوسط".


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-