معركة الريدانية .. مصر ولاية عثمانية

 

معركة الريدانية .. مصر ولاية عثمانية 

مقالات في التاريخ - كوكب المنى


اليوم نتحدث عن معركة الريدانية .. نتمنى أن ينال الموضوع اعجابكم ، يمكنكم متابعة كوكب المنى على مواقع التواصل الاجتماعي ..فيس بوك، تويتر ، تليجرام ، بي انترست 

وقعت بصحراء الريدانية خارج القاهرة بمنطقة العباسية الآن ، وهى جزء من الحرب العثمانية المملوكية ، حدثت بعد معركة مرج دابق التى وقعت بالشام التى على أثرها تم إنتزاع الشام من المماليك ، بعدها بدأ السلطان سليم الأول التحضير للسيطرة على مصر  ، وقعت المعركة فى 23 يناير عام 1517مــ ، حيث زحف الجيش العثمانى لمصر وعند خان يونس لاقى العثمانيين بقيادة سنان باشا مقاومة من المماليك بقيادة على جانبردى الغزالى إستطاع العثمانيين هزيمة المماليك مرة أخرى ، فلم تكن دولة المماليك ضعيفة رغم الوهن الذى أصابها فى أخر عهدها فقد كانت متماسكة إلى حداً ما ، ولولا خيانة بعض المماليك أمثال خاير بك ما إستطاع العثمانيين النصر فى معركة مرج دابق وذلك رغم قوة الجيش العثمانى .

راسل السلطان سليم الأول السلطان  الجديد لمصر طومان وطلب منه الخضوع له والطاعة للدولة العثمانية وذكر إسمه بالخطبة وعرض عليه أن تكون مصر له بدءاً من غزة ويكون والياً عليها من قبل السلطان العثمانى على أن يرسل له الخراج السنوى لمصر وحذره من الوقوع فيما وقع فيه سلفه قانصوه الغورى ، ولكن طومان باى رفض العرض وقام بقتل الرسل بتأثير من أتباعه الجراكسة مما يعنى إعلان الحرب على العثمانيين .

وقال الرسل خطأ كبير لا يصح فى الإسلام حتى لو لم يقرر طومان باى التسليم ، ولكن الفرق بين قتل رسل التتار مختلف فقد رأى السلطان قطز رحمه الله أنه لابد من رفع الروح المعنوية للشعب والجيش بعد أن عاث التتار فى الأرض الفساد وقضوا على الخلافة الإسلامية وظن بعد الناس أن التتار هم يأجوج ومأجوج وان العالم قد إنتهى .

توجه السلطان سليم الأول لمصر بجيش قدره 150000 مقاتل ومعه كثير من المدافع الحديثة وفى أثناء عبور الجيش للصحراء تعرض لغارات من البدو ، وكان السلطان طومان باى قد حث البدو على القيام بذلك  ومقابل ذلك كان يدفع وزن كل رأس جندى عثمانى ذهباً .

جمع السلطان طومان باى 40000 مقاتل تقريباً من أهل مصر ومن الجنود النظاميين المماليك وعسكر فى صحراء الريدانية وجلب معه مدافع وإنتظر وصول العثمانيين ليكون التعب قد أنهكهم من السير فى الصحراء ، كان بعض قادة المماليك لدرجة أن بعضهم كان يبقى في المعسكر نهاراً ليكون أمام السلطان طومان باى ثم يرجع ليلاً لبيته بالقاهرة .


  🔸يقول بن اياس بكتابه بدائع الزهور فى وقائع الدهور🔸


 وصلت طلائع عسكر ابن عثمان عند بركة الحاج بضواحى القاهرة فاضطربت أحوال العسكر المصرية وأغلق باب الفتوح وباب النصر وباب الشعرية وباب البحر وأغلقت الأسواق وزعق النفير وصار السلطان طومان باى راكباً بنفسه وهو يرتب الأمراء على قدر منازلهم ونادى للعسكر بالخروج للقتال وأقبل جند ابن عثمان كالجراد المنتشر فتلاقى الجيشان فى أوائل الريدانية فكان بين الفريقين معركة مهولة وقتل من العثمانية ما لا يحصى عددهم.

ويستطرد ابن إياس فيقول ثم دبت الحياة فى العثمانية فقتلوا من عسكر مصر ما لا يحصى عددهم .

بدأت المعركة وحاول المماليك صد الهجوم وكانوا من قبل أرباب السيف والرمح واستبسلوا فى القتال خاصة السلطان طومان باى فقد كان سلطاناً شجاعاً ، فقد قاد مجموعة فدائية بنفسه واقتحم معسكر السلطان سليم الأول وقبض على وزيره سنان باشا وقتله بيده ظناً منه أنه سليم الأول .

وقد فقد من القادة العثمانيين وأمراء الجيش الكثير بسبب الشجاعة المنقطعة للمماليك ولكنهم لم يستطيعوا مواجهة الجيش العثمانى لمدة طويلة فقد خسر المماليك حوالى 25000 قتيل وفر طومان باى من المعركة ، وقد إستمرت المعركة قرابة 7 ساعات .


       🔸وكان من أهم أسباب هزيمة المماليك ما يلى 🔸


🔴 تحول ولاءات بعض القادة المماليك للسلطان سليم كخاير بك وجان بردى الغزالى الذى أعطى معلومات مهمة جداً لخطط المماليك للعثمانيين فكوفئ بحكم دمشق .


🔴 تفوق العثمانيين فى الأسلحة الحديثة والمدافع والخطط الحربية المستمدة من الغرب فقد إعتمد العثمانيين على الأسلحة النارية على عكس المماليك الذين لايزال إعتمادهم الأساسى على السيف والرمح ورغم ذلك إستبسلوا فى القتال 


🔴 سلاح المدفعية العثمانى يعتمد على مدافع خفيفة يمكن تحريكها بجميع الإتجاهات على عكس مدافع المماليك فكانت تعتمد على مدافع ضخمة لاتتحرك ، وهذا كان سبباً فقد تحرك العثمانيين وإلتفوا حولها مما جعلها بدون فائدة .


بعد إنتهاء المعركة إستعد العثمانيين للسيطرة على القاهرة التى أخذت منها جهد ووقت كبير .

لم يستسلم السلطان الشجاع طومان باى فقد إجتمع مع 7000 فارس وسارت معارك أخرى مع العثمانيين فى شوارع القاهرة ، كما شارك العربان مهاجمة مخيمات العثمانيين فى الريدانية ، وإستمرةالقتال طوال اليوم وإستبسل السلطان طومان باى وجنوده وإستمر القتال بين أحياء القاهرة ، وتحسن السلطان طومان باى بحى الصليبة واتخذ من جامع شيخون مركز للمقاومة وحفر الخنادق وأقام تحصينات فى المنطقة عند رأس الصليبة وقناطر السباع ورأس الرميلة وجامع ابن طولون ،  فقد كان حقاً سلطاناً شجاعاً رغم الهزيمة 

ولكن العثمانيين إستعادوا قواهم وكانت مذبحة بشعة  بالقاهرة يصفها ابن إياس بالمصيبة العظمى ، فقتلوا جماعة كثيرة من العوام وفيها صغار وشيوخ لا ذنب لهم وحطوا غيظهم فى العبيد والغلمان والعوام ، ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح ، فصارت جثثهم مرمية فى الطرقات فكان مقدار من قتل فى هذه الواقعة فوق الــ 10000 إنسان فى 4 أيام فقط ، وهجم العثمانيون على زاوية الشيخ عماد الدين بالناصرية ، ونهبوا ما فيها من قناديل وحصر وأحرقوا البيوت من حولها ، كما نهبوا محتويات مسجد السيدة نفيسة ،   أما جامع شيخون مركز المقاومة فقد أحرقه العثمانيون فاحترق سقف إيوانه الكبير وقبضوا على نحو 800 من المماليك وضربوا أعناقهم .

جمع السلطان طومان باى 2000  من الفرسان المماليك و 7000 من العربان بالقرب من أطفيح والتقوا بالعثمانيين جنوبى الجيزة فى معركة كبيرة استطاع خلالها الأمير شادى بك من الاستيلاء على مراكب العثمانيين فى النيل وطوقهم من الخلف وحصرهم بينه وبين طومان باى ، وأبادوا القوة العثمانية عن آخرها فلم يبق منها سوى قائد الانكشارية إياس أغا وأبو حمزة أحد أمراء المماليك الذى إنضم للعثمانيين .


ما أن بلغ نبأ الهزيمة السلطان سليم حتى صب غضبه على خاير بك الذى زين له الزحف على مصر قائلا له :


 "قد غررت بنا وأدخلتنا فى بلادء هؤلاء ،  ولا أحد يسهل عليه ترك بلاده ، كنت أحسب أنهم زمرة قليلة وشرذمة ذليلة، أنت أغررتني وطمعتى فى أخذ هذا الإقليم ، فانظر كيف تصنع، ودبر نفك كيف تعرف وإلا فيها رأسك".


قرر السلطان سليم مهادنة السلطان طومان باى فجمع وزراءه ومستشاريه وقال لهم: ".. وأنا أريد أن أرسل له كتابا بالأمان مع قاصد عاقل يرد الجواب فلعل الله أن يهديه ونبقيه على بلاده، وأخبره أنة رضيت منه بالاسم فقط ، ويجعل الخطبة والسكة باسمة وأعىي له مصر إلى أن يموت".

وافق السلطان  طومان باى فعلاً على الصلح ولكن أمراءه لم يثقوا بوعود السلطان سليم وغلبوا طومان باى على رأيه وذبحوا الوفد العثمانى ‼️ وما أن وصلت هذه الأنباء إلى للسلطان سليم حتى توعد بالانتقام ونقل جيشه إلى بركة الحبش وأمر بإحضار أمراء المماليك المحتجزين عنده وأمر بضرب أعناقهم.

إلتقى الجيش العثمانى بالأمير شادى بك ومعه 2000 من خيرة فرسان المماليك والعربان وعلى الرغم من عدم التكافؤ فة العدد إلا أن العثمانيين تراجعوا منهزمين رغم كثرة القتلى من صفوف شادى بك .

قسم العثمانيون قواتهم إلى 4 فرق ،  الأولى بقيادة السلطان سليم ، والثانية بقياد الغزالى ، والثالثة بقيادة يونس باشا ، والرابعة بقيادة إياس باشا قائد الانكشارية ويعاونهم عرب الغزالة على أن يطبقوا على قوات السلطان طومان باى من جميع الجهات ، وفعلاً تم هزيمة المماليك ، فلجأ طومان باى إلى رجل يدعى حسن بن مرعى وابن عمه الذين أقسموا له على الولاء ، إلا أن حسن بن مرعى خانه فدل عليه فقبض العثمانيون عليه وقادوه إلى السلطان سليم الذى أمر بشنقه على باب زويلة لتنتهى دولة المماليك .

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-