قص الأشجار والغابات - بين الممارسات الخاطئة والنافعة

 

 قص الأشجار والغابات - بين الممارسات الخاطئة والنافعة 



تختلف الغاية الأساسية من قص الأشجار، فبعضها يعبر عن العملية التي يتم فيها قص بعض الأشجار لتفريغ الغابة وحمايتها من الحرائق، أو من أجل استعمال خشبها في الصناعات. أما في علم زراعة الغابات (علم الحراج) فيدل مصطلح قص الأشجار على عملية نقل جذع الشجرة بعد فصله عن باقي أصله إلى مكان آخر خارج الغابة لمسافة غالبًا ما تتجاوز الكيلومترات. أما في الاستعمال العام فمن معاني هذا المصطلح أنه داخل في عملية زراعة الغابات.

كما يمكن أن يسبب قص الأشجار بشكل جائر انحسار الغطاء النباتي وتغير المناخ والحيوانات وانتشار ظواهر التصحر والتلوث. وقد يكون قص الأشجار لغرض الزينة وخاصة أشجار الحدائق من أجل تشكيل رسومات وأشكال مختلفة تعطي منظر جميل وجذاب.

قص الاشجار

ما هي فوائد الأشجار قديمًا وحديثًا؟

  • استخدام الإنسان القديم الأشجار لإنتاج الحرارة من خلال حرق أشجار الغابات.
  • استخدم الإنسان القديم الأشجار في بناء البيوت، من خلال الاستفادة من الأغصان والأخشاب، لتحميه من برد الشتاء وحر الصيف.
  • نشر الأكسجين في الجو عند القيام بعملية التركيب الضوئي، وذلك من خلال امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون.
  • تستخدم في الصناعات مثل صناعة الورق من لحاء الشجر واستخدم الأشجار في صناعة الأثاث بالإضافة إلى صناعة التحف وأواني الزينة.
  • حماية التربة وتثبيتها، حيث أن الجذور تساهم بتثبت التربة وحمايتها من العوامل الجوية من أمطار ورياح. بالإضافة إلى أن الغابات تستخدم كمصدات للرياح في كثير من المواقع مما يخفف الآثار السلبية لها.

طرق قص الأشجار

تنقسم طرق قص الأشجار إلى ثلاثة أقسام وذلك حسب الغاية الصناعية المرجوة من وراء هذه العملية:

طريقة القطع الطولي:

وفي هذه الطريقة بعد قطع الشجرة يتم نزع أغصانها والزوائد الموجودة عليها، وبعد ذلك تنقل إلى منطقة لتخزن ثم تقطع إلى أجزاء صغيرة ليتم حملها في الشاحنة، فذلك يخلف كمية كبيرة من مخلفات الحطب مكان القطع.

القطع الكامل للشجرة:

في هذه الطريقة تنقل الشجرة بجميع أجزائها بعد أن يتم قطعها إلى منطقة التخزين، حيث تقطع إلى قطع صغيرة وذلك يخلف كمية كبيرة من الزوائد في منطقة التخزين.

القطع لأجزاء صغيرة:

حيث يتم قص الشجرة وإزالة زوائدها وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة في مكان القطع، وهو ما يخلف كمية لا بأس بها من الأغصان والزوائد في الغابة.

الآثار السلبية الخطيرة عند قص الأشجار

إن عملية قص الأشجار في الغابة يؤدي إلى تقلص عدد الأشجار مما يعني تقلص مساحات الغابات على سطح الكرة الأرضية، وبالتالي ذلك يؤثر سلبًا على كمية الأوكسجين الموجودة في الجو، باعتبار أن الأشجار تنقي الجو من غاز ثاني أوكسيد الكربون وذلك بإنتاج الأوكسجين، كما يؤدي قص الأشجار أيضًا إلى تهديد بعض الأنواع الحيوانية بالانقراض بسبب تدمير موطنهم الطبيعي.

 باعتبار الغابات شكل من أشكال تضاريس الأرض تغطي مساحات كبيرة وواسعة من اليابسة، لكن مع تزايد السكان وتطور الحياة أدى ذلك إلى اعتداء الإنسان على الغابات، وأصبحت هذه المشكلة عالمية بسبب تزايدها يوم بعد يوم، فكان الإنسان في الزمن القديم يقطع الأشجار لاستخدامها، لكن بالمقابل يزرع ما يقابلها للمحافظة على التوازن البيئي، وبالتالي لا يسبب أي خلل في الطبيعة. وفي يومنا هذا سبب قص الأشجار الكثير من الكوارث البيئية والآثار السلبية عليها.

من الآثار السلبية لقص الأشجار:

  • تسرب النتروجين عبر طبقات الأرض الذي يؤدي بدوره إلى تلوث المياه الجوفية.
  • ذوبان الثلوج في المناطق القطبية بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري (يعني احتفاظ الأرض بالحرارة).
  • فقدان التنوع الأحيائي من خلال القضاء على مواطن الكثير من الكائنات الحية التي تعيش في الأشجار بشكل مباشر مثل السناجب والطيور، أو في التربة التي تثبتها جذور الأشجار، فبعض هذه الكائنات قد تهاجر من موطنها بحثًا عن موطن آخر مناسب أو قد تموت بسبب عدم قدرتها على التأقلم مع البيئة المحيطة.
  • الزيادة في تلوث الهواء، حيث تزداد كمية ثاني أكسيد الكربون التي تعلق في الجو وتنقص كمية الأكسجين التي تنتجها الأشجار من خلال القيام بعملية التركيب الضوئي.
  • إن القطع الجائر وقص الأشجار بشكل عشوائي يؤدي إلى زيادة انتشار المظاهر الصحراوية، وانتشار التصحر.
  • تخريب الطبيعة ومنظرها الخلاب من خلال فقدان مظهر الترفيه، الذي تقدمه الأشجار. حيث تصبح المناطق التي تقطع فيها الأشجار جرداء غير صالحة للتنزه ولا يمكن القيام بالرحلات البرية.
  • خلل وتضرر في الاقتصاد الوطني بسبب قلة أو عدم توفر المادة الخام للكثير من الصناعات التي تعتمد على الأخشاب والألياف.
  • قص الأشجار يسبب افتقار التربة بالعناصر الغذائية المهمة لنمو النباتات نتيجة تعرضها للجفاف.
  • زيادة تعرض المناطق التي تحيط بالغابات لخطر الفيضانات.

في النهاية …

الأشجار ثروة ويجب الحفاظ عليها والحد من القص الجائر للأشجار، والحفاظ على الغابات من القطع ومن الحرائق المفتعلة، لكن إذا كان الغرض من القص هو تهذيب شكل الشجرة وحماية الغابات من الحرائق يجب أن يكون تحت مراقبة منظمة حماية الغابات.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-