بتاجونيا - الهضبة الحائره بين دولتين

 

 بتاجونيا - الهضبة الحائره بين دولتين



 

مساحة كبيرة من الأرض تقع في الطرف الجنوبي من قارة أمريكا الجنوبية التي تعرف بإسم أمريكا اللاتينية.. وبتحديد أكثر تقع هضبة بتاجونيا في أقسى الأطراف الجنوبية للقارة بالقرب من حدود الأرجنتين وشيلي مما دفع الدولتين إلى تقاسمها سياسيا..



لماذا سميت بتاجونيا؟ 

وقد سميت تلك المنطقة "بتاجونيا" نسبة ألى كلمة "بتاجون" التي أطلقها الرحالة الشهير فرناند ماجيلان على سكان المنطقة الأصليين عند اكتشافه لها في عام 1519 ميلاديا، وقد وصفهم بذلك لأنهم كانوا يشبهون العمالقة من حيث الطول والحجم.. فأطلق على المنطقة بعد ذلك اسم "بتاجونيا" الذي يعني باللاتينية "أرض العمالقة"..

وفي عام 1881 ميلاديا، تم تقسيم منطقة بتاجونيا رسميا بين الأرجنتين وشيلي، ولكن الحدود الأساسية بين البلدين بقيت غير محددة تماما حتى عام 1902 ميلاديا بعدما قام ملك بريطانيا إدوارد السابع بالتدخل والفصل في هذه القضية، فوضع حدا للنزاع القائم على الحدود بين البلدين..

وتهتم الأرجنتين بشكل أكبر بالجزء الذي يخصها من منطقة بتاجونيا حيث يوفر لها حوالي 75% من ثروتها النفطية، وهو ما كان سببا في إثارة الكثير من النزاعات السياسية على الحدود بين الأرجنتين وشيلي..

وتغطي مرتفعات جبال الأنديز مساحة كبيرة من المنطقة مما منحها طبيعة جغرافية وجمالية فريدة من نوعها فـ"بتاجونيا" تشتهر بمرتفعاتها التي يغلب عليها اللونين الأبيض في أغلب أوقات السنة، والأخضر في أوقات أخرى.. وكذلك تتميز بتاجونيا بغاباتها الكثيفة وحدائقها الممتدة ذات المساحات الواسعة..


باتاجونيا، (بالإسبانية: Patagonia)‏ منطقة طبيعية في جنوب الأرجنتين وشيلي، ليس لديها حدود شمالية متفق عليها، ففي الأرجنتين تسوقها الدولة سياحيا إلى حد خط عرض (-37 / -40)، بينما في تشيلي تسوقها الدولة سياحيا إلى حد خط عرض (-42 / -44)، وتتميز بالمناظر الطبيعية الخلابة وهي جزء من نهاية اليابسة، حيث نهاية قارة أمريكا الجنوبية حيث الجبال والجبال الجليدية والمناطق المتجمدة.


وهي هضبة يزيد ارتفاع معظم سطحها على 700م فوق سطح البحر وتشغل نحو 25% من مساحة الأرجنتين البالغة 2.766.889كم2 ويعيش فيها نحو 3% من مجموع سكان الجمهورية الأرجنتينية البالغ عددهم 32.600.000 نسمة.[1]


تعد هذه المنطقة من أبرد أصقاع الأرجنتين وتدخل في نطاق المناخ المعتدل البارد، إذ ينخفض متوسط درجة الحرارة في كانون الثاني من 28درجة مئوية في الشمال إلى 23درجة مئوية في الجنوب، ومتوسط درجة الحرارة في تموز من 8 درجات مئوية إلى درجتين. ولوقوع باتاغونية في ظل جبال الأنديز فإن كمية الأمطار فيها قليلة، ففي الوقت الذي تصل فيه عند باهيا بلانكا إلى نحو 500مم تنخفض إلى 130مم في الأراضي الساحلية الجافة لمقاطعتي جوبوت وسانتا كروز، وتعود كميتها إلى الارتفاع في أقصى الجنوب وفي الغرب ولاسيما في مقاطعة نيوكوين، والهطل موزع على أشهر السنة كلها، ومعظمه يحدث في نصف السنة الصيفي، وتسقط الثلوج في فصل الشتاء.


ويتركز الاستقرار والإعمار في باتاغونية في خطين رئيسيين: الأول على طول نهر ريو نگرو Rio Negro حيث يوجد شريط من الواحات الصغيرة، وحيث تزرع الفاكهة على مشروعات الري الحديثة ويتجه إنتاجها نحو العاصمة بونس آيرس. والخط الثاني يتبع سفوح الأنديز حيث تسمح الأمطار القليلة وذوبان الثلوج بالاستقرار. وقد اجتذبت باتاغونية بعض المهاجرين الذين يعملون في تربية الأغنام واستغلال الغابات، ومدينة أوشوايا هي أبعد مدن الأرجنتين نحو الجنوب، ويتركز العمران القليل حول هذه المدينة وحول مدن كوتونيس، وسيرمينتو وكارمن.


وقد طور الإسبان والبريطانيون باتاغونية منذ سنة 1880 من أجل تربية الأغنام والصناعات النسيجية، كما ازدادت أهميتها بعد كشف النفط فيها، إضافة إلى كونها المنفذ نحو المناطق السياحية الأنديزية، وتبقى هذه الأرض منطقة مثالية بزراعاتها المروية ومحطاتها المختصة بتوليد الطاقة الكهرمائية. وقد كشف أمريگو ڤسپوتشي Vespucei باتاغونية سنة 1502، ودار حولها ماجلان في رحلته الكبرى سنة 1520، ولم تظهر أهمية باتاغونية كاملة إلاَّ في القرن التاسع عشر. ففي هذه المرحلة اختفى منها آخر هنود الپوِلشى Puelches والتوهولش Tehuelches. وقُسمت باتاغونية بين التشيلي والأرجنتين عام 1881. فالقسم الغربي يتبع لتشيلي حيث تطبع أقدام الجبال في باتاغونية الغربية الإقليم بطابع تلي جبلي منخفض في قواعد سلاسل الأنديز، ويقل الارتفاع في الاتجاه نحو أقصى الجنوب، وتنخفض حدود الغابات حتى يصل ارتفاعها عند مضيق ماجلان إلى 300م، وحدود الثلج الدائم حتى 700م فقط فوق مستوى سطح البحر.


 السطح والمناخ


وتظهر مساحات سهلية واسعة في أرخبيل أرض النار والأجزاء الشرقية الواقعة على مضيق ماجلان لظهور الكتلة الباتاغونية القديمة.


.

ومع تناقص درجات الحرارة في اتجاه الجنوب تقل كثافة أشجار الغابة وتظهر الأعشاب والمروج حيث تربى الأغنام (زهاء 3 ملايين رأس)، وتعد مدينة ماجلان الواقعة على خط العرض 53درجة جنوباً مركزاً مهماً لتجارة الصوف واللحوم.


تشيلى.

أما القسم الشرقي من باتاغونية فيتبع الأرجنتين وهو نجد ضعيف التضاريس أساسه الصخور القديمة للكتلة الباتاغونية الواقعة تحت غطاء من صخور البورفير البركاني والرسوبيات الثنائية والبازلت، مؤلفة موائد منبسطة Mesas تحفر فيها الأنهار ودياناً عريضة مخددة الجوانب.


وتهطل في باتاغونية الشرقية أمطار تأتي بها الرياح الغربية، تقلل من قيمتها المرتفعات الحاجزة المانعة (معدل الأمطار على حوافي الأنديز قرابة 800مم وتنخفض في بعض الأحيان خلف الحاجز المانعة إلى 200مم فقط). وقد خضع سطح الأرض لعملية تعرية للغضار الناعم ذي الأصل الجليدي، خلفت على السطح طبقة من الحصى والحجارة المدورة، تنمو عليها نباتات عشبية كثيفة أحياناً، مما أدى إلى ازدهار مهنة تربية الغنم في مزارع إقطاعية واسعة، بعد أن كانت المنطقة قبل مئة عام خالية من الاستثمار، وإلى نشوء عدد من المراكز البشرية الصغيرة على الشاطئ الذي يعتمد على تجارة الصوف واللحوم، أما التطور الاقتصادي المميز لمدينة كومودورو ريفادافيا Comdoro Rivadavia فناشئ في المقام الأول عن كشف النفط في جوارها.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-