منحنيات التسوية وخصائصها- وطريقة رسم المقطع التضاريسي

 

منحنيات التسوية وخصائصها- وطريقة رسم المقطع التضاريسي 




تعريفها
ان منحنيات التسوية عبارة عن خطوط وهمية مغلقة
تمر بصورة أفقية حول الأغراض الأرضية ،
بارتفاع رأسي ثابت عن مستوى سطح البحر في جميع نقاطه .
وهي عبارة عن خطوط وهمية تربط جميع النقاط الواقعةعلى إرتفاع واحد بالنسبة لسطح البحر.


ولتقريب فكرة تمثيل التضاريس بمنحنيات التسوية ، فإننا نجسم جبلا من الصلصال ، بمقياس مصغر ، نضع هذا المجسم على على لوح خشبي ن ثم نقوم بقطعه بمجموعة من سطوح حديدية أفقية متساوية البعد عن بعضها ، ثم نرسم الحدود الخارجية لقاعدة الجبل فوق اللوح الخشبي ، ثم نسجل على المنحنى الذي كونته حدود قاعدة الجبل رقم 0 بإعتبار أن الجبل المذكور محاذ للبحر . بعد هذا نرسم الجزء المقطوع بالسطح الحديدي الأفقي الأول ثم الثاني والثالث ،إلى أن نرسم الجزء الأعلى من الجبل المقطوع بالسطح الحديدي الأفقي العلوي ، فإننا نتحصل على تمثيل لهذا الجبل بواسطة المنحنيات الأفقية .
إن منحنيات التسوية تعطينا فائدتين هامتين :
ـ تبين الارتفاعات والانحدارات .
ـ تبين شكل الأرض وهياتها .
أنواع منحنيات التسوية .
نجد على الخرائط الطبوغرافية عادة ثلاثة أنواع من منحنيات التسوية . هي :
ـ منحنيات التسوية الرئيسية .
ـ منحنيات التسوية العادية .
ـ منحنيات التسوية المتخللة ( أو الإضافية ).
ّّ* منحنيات التسوية الرئيسية : عبارة عن خطزط كنتور عادية لكنها أكثر سمكا ،ونجدها بعد كل أربع منحنيات عادية ، كما تتميز بأن أغلبها كتب عليها منسوبها بلونها ( أي البني )، فهي إذن تسهل على مستعمل الخريطة :
ـ معرفة النقط ، واتجاهات الانحدارات .
منحنيات التسوية العادية : عبارة عن خطوط منحنية رفيعة توضح شكل التضاريس الأرضية ، وتجدر الإشارة إلى أن هناك أربع منحنياتعادية بين كل منحنيين رئسيين .
منحنيات التسوية المتخللة : ( أو الاضافية ) عبارة عن خطوط كنتور رسمت بخطوط متقطعة رفيعة ،بهدف توضيح بعض المضاهر التضاريسية التي أهملت توضيحها المنحنيات العادية والرئسية
وتجدر الاشارة إلى أن كل منحنى متخلل يُنصّف المسافة تاعمودية بين منحنيينعاديين إلى نصفين متساويين .

خصائص منحنيات التسوية :

تتميز منحنيات التسوية ، إضافة إلى بعض الخصائص السابقة الذكر، بخصائص أخرى نوجزها فيما يلي:
1- محنيات التسوية تنغلق على نفسها سواء داخل الخريطة الموجودة أمامنا أو في إحدى الخرائط المجاورة لها.(الجزائر ، و غيرها من الدول التي لها نفس نظام الخرائط الطبوغرافية، تغطيها سلسلة من الخائط المتجاورة و المكملة لبعضها البعض لتشمل القطر بأكمله)، لذا فإن بعض منحنيات التسوية قد تمتد من خريطة إلى أخرى.
2- منحنيات التسوية قد تقترب جدا من بعضها البعض و لكنها لا تتقاطع. إلا أن هناك حالة واحدة يمكن أن تلتقي عندها منحنيات التسوية وهي حالة وجود جرف ؛ و هو شكل تضاريسي ينتهي بجدار قائم يطل على البحر.
3- تباعد منحنيات التسوية عن بعضها البعض يدل على انحدار ضعيف (منطقة سهلية مثلا).
4- تقارب منحنيات التسوية من بعضها البعض يدل على انحدار شديد (منطقة جبلية مثلا).

المقاطع الطبوغرافية (التضاريسية :

يقصد بكلمة مقطع ذلك الخط البياني الذي يجسد الشكل التضاريسي الذي ترمز إليه منحنيات التسوية على الخريطة، أو بعبارة أخرى فهو عبارة عن ترجمة بيانية لما تمثله منحنيات التسوية على الخريطة الطبوغرافية، فهو يوضح شكل سطح الأرض بالنسبة لمستوى سطح البحر فيرتفع خط المقطع بارتفاع سطح الأرض من جبال و هضاب و غيرها من الظاهرات و ينخفض بانخفاضه في مناطق السهول و الوديان و الأحواض. و يعتبر رسم المقاطع التضاريسية من أفضل الطرق لتعلم قراءة منحنيات التسوية، إذ يمكننا بعد التعود على رسم المقاطع من معرفة الشكل التضاريسي الذي تمثله منحنيات التسوية تلقائيا دون اللجوء إلى رسم المقاطع.

طريقة رسم المقطع الطبوغرافي:

لرسم مقطع طبوغرافي نقوم باتباع الخطوات التالية:
1- من الضروري قبل كل شيء تحديد الاتجاه الذي نريد أن ننظر من خلاله للظاهرة التضاريسية ، فالجبل مثلا يمكن أن ننظر إليه باتجاه شمال - جنوب أو العكس، أو باتجاه شرق - غرب أو العكس الخ ... و على هذا الأساس نقوم قبل كل شيء بتعيين نقطتين نحصر بينهما كل منحنيات التسوية التي نريد تحويلها إلى مقطع طبوغرافي ثم نصلهما بخط مستقيم. و يسمى هذا الخط بخط المقطع:
2- نأتي بورقة مليمترية، و لكن هذا ليس ضروريا إذ يمكن مكانها استعمال ورقة عادية، و نرسم أسفلها خطا مستقيما يوازي حافتها العليا. يسمى هذا الخط الأفقي خط الأساس و يمثل مستوى سطح البحر.
3- على الطرف الأيسر من خط الأساس نرسم خطا عموديا بالاتجاه العلوي نضع عليه قيم الارتفاعات التي تمثلها منحنيات التسوية المحصورة بين أ ب. و يسمى هذا الخط خط الارتفاعات أو المناسيب (ج. منسوب ).
4- نضع الحافة العليا للورقة على الخط أ ب الذي رسمناه على الخريطة الطبوغرافية بحيث تنطبق عليه تماما ، و من كل النقاط التي يتقاطع معها خط المقطع (و بالتالي حافة الورقة) بمنحنيات التسوية نسقط خطوطا رأسية نصلها بخط الأساس (خط مستوى سطح البحر).
5- انطلاقا من خط الأساس نعين ، بنقاط رفيعة ، على كل الخطوط الرأسية الارتفاع الذي يمثله كل منحنى من المنحنيات التي أسقطنا منها هذه الخطوط ، مستعينين في ذلك بالقيم المقابلة لها على خط الارتفاعات.
6- نصل النقاط التي قمنا بتعيينها على الخطوط الرأسية بعضها ببعض فنحصل على المقطع التضاريسي الذي تمثله منحنيات التسوية. و بطبيعة الحال ، يجب ألا يكون المنحنى الذي يمثل المقطع التضاريسي مرسوما بشكل مستقيم أو منكسر إلا في حالة وجود انحدار منتظم ، كما سنلاحظ فيما بعد.
أحيانا نجد منحنيي تسوية متجاورين لهما نفس الارتفاع ففي هذه الحالة يجب ألا نصل بينهما بخط مستقيم وإنما بخط محدب إذا كانت المنطقة المحصورة بينهما تمثل مرتفعا (قمة جبل مثلا) ، أو بخط مقعر إذا كانت المنطقة المحصورة بينهما تمثل منخفضا (واد مثلا). ولمعرفة ما إذا كانت المنطقة المحصورة بينها منخفضة أو مرتفعة يمكن الاستعانة ببعض النقاط السوداء اللون والتي تحمل هي الأخرى أرقاما تدل على الارتفاعات وتسمى بنقاط المناسيب. و الفرق بين أرقام نقاط المناسيب و أرقام منحنيات التسوية هي أن الأولى يمكن أن تنتهي بأي عدد : 15 ،22 ، 107 الخ… في حين أن الثانية تنتهي دوما بصفر 10 ، 50 ، 100 الخ
7- نكتب على منحنى المقطع الطوبوغرافي بعض الأسماء الأساسية الموجودة ضمن المنطقة التي شملتها منحنيات التسوية مثل أسماء قمم الجبال أو أسماء بعض الأودية الرئيسية أو أسماء بعض المدن أو القرى إن وجدت. كما نكتب على طرفي المقطع الاتجاه الجغرافي الذي اتخذه المقطع كأن تمثل النقطة (أ) الغرب فنكتب حرف غ والنقطة (ب) الشرق فنكتب حرف ق. فيصبح اتجاه المقطع غرب ـ شرق.
8- أخيرا نمحو كل الإسقاطات العمودية التي استعنا بها لتعيين ارتفاعات منحنيات التسوية بالنسبة لمحور المناسيب ، كما نقوم بمحو النقاط التي استعنا بها لتعيين الارتفاعات كذلك و لا نستبقي إلا على المقطع الطوبوغرافي و المعلومات المرفقة به.
الشكل رقم (8) المقطع الطوبوغرافي.
المبالغة الرأسية :
يستحسن في الحالات العادية أن يكون كل من خط الأساس و خط الارتفاعات مساويا لمقياس رسم الخريطة نفسها ، أي أنه إذا كان مقياس الخريطة هو 000 500 / 1فمعنى ذلك أن كل 1 سم على خط الأساس يسوي 500 مترو كل 1سم على خط الارتفاعات يساوي 500 متر كذلك. و إن كان التوافق بن مقياس خط الأساس و مقياس الخريطة لا يطرح أي مشكلة بحيث نجدهما دائما متساويين فإن توافق مقياس خط الارتفاعات مع مقياس رسم الخريطة يطرح أحيانا بعض الصعوبات. فبعض الخرائط الطوبوغرافية ، نضرا للفاصل الرأسي الكبير بين منحنيات التسوية فيها ، و نضرا كذلك لطبيعة الأشكال التضاريسية التي تمثلها كالسلاسل الجبلية مثلا ، تجعلنا نلجأ إلى تغيير مقياس خط الارتفاعات.
و غالبا ما يكون المقياس الجديد أكبر من مقياس الخريطة و ذلك لنتمكن من إبراز الظاهرة التضاريسية بوضوح أكبر. و يسمى هذا التكبير في مقياس رسم خط الارتفاعات بالمبالغة الرأسية. فعلى سبيل المثال ، إذا أردنا رسم مقطع من خريطة طوبوغرافية مقياس رسمها 000 50/1 وكان أعلى منسوب يمر به خط المقطع هو 1000 متر فعند الالتزام بتوحيد مقياس الرسم بين الخريطة و خط الارتفاعات سيكون طول هذا الأخير 2 سم ، و في هذه الحالة لا يمكن رؤية شكل من أشكال التضاريس ، خاصة إذا كانت جبالا ، على مقطع ينحصر ارتفاعه في 2 سم مما يجعل هذا المقطع غير واضح و فاقدا لأهميته.
فالقاعدة العامة إذن هو أن نتمسك بمقياس الخريطة على المحورين الرأسي و الأفقي قدر الإمكان و لا نلجأ إلى المبالغة الرأسية إلا للضرورة ، و حتى في هذه الحالة يجب أن تكون المبالغة معقولة و لا تزيد عن 5 مرات. فإذا كنا أمام خريطة بمقياس 000 50/1 مثلا فإن مقياس رسم خط الارتفاع يمكن أن يحول إلى 000 25/1 ، أي أننا بالغنا بمرتين لأن المقياس الثاني أكبر من الأول بمرتين ، أو إلى
000 20/1 (المبالغة بأربع مرات) أو 000 10/1 ( المبالغة بخمس مرات). فإذا كانت المبالغة كبيرة جدا (20 مرة مثلا) قد يتشوه الشكل التضاريسي و يصبح أضخم مما هو عليه في الواقع كأن تتحول الربوة الصغيرة إلى جبل ضخم بفعل هذه المبالغة الكبيرة.
و الجدير بالذكر أنه لا بد من كتابة قيمة المبالغة أو مقياس محور الارتفاعات أسفل أو بجانب المقطع الطوبوغرافي
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-