الطموحات المستقبلية للطالبة الجامعية ودور البيئة الجغرافية في صقلها وتحقيقها : طالبات كلية الآدب جامعة طرابلس وكلية الآداب والعلوم مسلاتة - دراسة حالة

 الطموحات المستقبلية للطالبة الجامعية ودور البيئة الجغرافية في صقلها وتحقيقها  : طالبات كلية الآدب جامعة طرابلس وكلية الآداب والعلوم مسلاتة - دراسة حالة  


د. سميرة محمد العياطي

كلـية الآداب - جامعة الزاوية

 مجلة كلـية الآداب بجامعة الزاوية العـــدد السادس والعشرون الجزء الأول - ديسمبر 2018 م - ص ص 148 - 164:


المقدمة:

  يدرك الكثيرون أن البيئة الجغرافية هي البيئة العملية المدركة التي تحتوي على جزء من العالم الحقيقي وتؤثر في سلوك الفرد وقراراته بطرق قد تكون مباشرة أحياناً وغير مباشرة أحياناً أخرى، وتؤدي طرق التعلم والخبرة وتقبل المعلومات الجديدة واكتسابها إلى امتلاك صورة ذهنية فريدة للبيئة العملية والتي يتم تنظيمها عن طريق الإدراك الحسي والمعرفي.( 1) ويعد الطموح أحد هذه المعارف التي يكتسبها الفرد من خلال ما هو موجود بواقع البيئة الجغرافية، فالطموح هو الطاقة الإيجابية في حياة الإنسان وعن طريقها ينظم حياته، ولا قيمة لوجود الإنسان إن لم يكن طموحاً ولديه غايات وأهداف وآمال يجاهد في سبيل الوصول إليها، ويظل يتطلع إلى التفوق والنجاح مهما كانت ظروفه محاولا أن يتغلب على ذاته، من أجل أن يعيش الحياة السعيدة الهانئة الآمنة التي لا تعيقها شوائب أو صعوبات وعليه أن يجد ويجتهد ويبذل المزيد من العطاء والكفاح لتحقيق ذلك فالطموح من الأمور المهمة لكل الأفراد.( 2) ولكن قد تقف البيئة المحيطة بالفرد عائقاً أمامه لتحقيق ما يصبو إليه. وفي ذات السياق ستحاول هذه الورقة تسليط الضوء على مسألة الطموح لدى الفتيات الجامعيات لأنهن يمثلن المستقبل الذي سيتم الاعتماد عليه من قبل الجميع مع عدم إغفال دور البيئة في إظهار طموحهن إلى حيز الوجود أو قمعهن لإخفاء هذا الطموح. فكما هو معروف أصبح موضوع المرأة ركيزة مهمة في مجال الأبحاث والمؤتمرات والمحافل الدولية، فهي نصف المجتمع وهي من تلد النصف الآخر ولديها طاقات هائلة، وحرمان المجتمع من هذه الطاقات هو تبديد لفرص التنمية الشاملة، فالمرأة طموحة دائما وتتوق إلى التطوير الذاتي وقد يختلف الطموح من امرأة إلى أخرى حسب طريقة التفكير التي تفرضها البيئة التي تعيش فيها، فقد تطمح امرأة للوصول إلى درجة علمية أو مهنية كبيرة بينما تطمح أخرى إلى عمل مشروع اقتصادي لزيادة دخل أسرتها فقط ويرجع كل ذلك إلى دور الثقافة المجتمعية والبيئة المحيطة في تحقيق هذا الطموح هذا ويمكن للمرأة الطموحة التوفيق بين عملها وأدائها لمهامها الأسرية بنجاح، وذلك لكونها امرأة طموحة تسعى لتحقيق ذاتها مهنياً وأسرياً، فالطموح لا يتجزأ لديها، فهي تستطيع وبجدارة توزيع مجهودها بين عملها وأسرتها وإلا ما كانت تسمى امرأة طموحة من هذا المنطلق ستحاول هذه الدراسة تسليط الضوء على طموحات الفتيات الجامعيات من كليتي الآداب بجامعة طرابلس والآداب والعلوم بجامعة المرقب ودور البيئة الجغرافية فيه للتعرف على أهم الاهتمامات التي يركزن عليها وما هي المواضيع التي تجذب وتلفت نظر فتاة القرن الواحد والعشرين ومعرفة ما إذا كان هناك اختلاف بين طموحاتهن باختلاف بيئاتهن الجغرافية وذلك في ضوء الإجابة على التساؤلات الآتية: 

1. ما الطموحات التي تستحوذ على تفكير الشابة الجامعية من كليتي الآداب بجامعة طرابلس، والآداب والعلوم مسلاتة بجامعة المرقب، وهل مازال الطموح العلمي من أولى اهتماماتهن ؟. 

2. هل هناك طموحات علمية ومهنية أخرى غير تلك التي افترضتها هذه الدراسة؟. 

3. هل يختلف طموح الفتيات الجامعيات باختلاف تخصصاتهن واختلاف بيئاتهن الجغرافية؟.

   إن ما تجدر الإشارة إليه أن الإجابة على هذه التساؤلات تعكس الهدف الأساس من هذه الدراسة والمتمثل في دراسة مستوى طموح الفتيات الجامعيات في البيئات الجغرافية المختلفة للتعرف على نوعية الطموح المسيطر على تفكير الفتاة الجامعية في القرن الواحد والعشرين مع هذا الانفتاح والتغير الكبير في المجتمع الليبي، ورصد اتجاهاتهن العامة، إلى جانب اكتشاف الاختلاف - إن وجد- بين طموح الفتيات الجامعيات في كليتي الآداب بجامعة طرابلس والآداب والعلوم مسلاتة بجامعة المرقب باختلاف بيئاتهن الجغرافية.

   من هذا المنطلق تفترض هذه الدراسة الفرضيات الآتية: 

1. هناك اختلاف بين طموح الفتيات من الكليتين بحكم اختلاف البيئة الجغرافية وثقافة المجتمع المحيط. 

2. لم يعد طموح الفتيات الشابات الزواج وإنجاب الأبناء فهما ليس بالهاجس المسيطر على تفكيرهن. 

3. يتركز اهتمام الفتيات الجامعيات بكليتي الآداب بطرابلس والآداب والعلوم بمسلاتة على طموحهن العلمي بشكل عام ومواصلة دراساتهن العليا بشكل خاص. 

4. تتطلع الفتيات بكليتي الآداب بطرابلس والآداب والعلوم بمسلاتة إلى الاستقلالية المادية، وتكوين مكانة مرموقة لهن في المجتمع والمشاركة في بنائه.للإجابة على التساؤلات سالفة الذكر والتأكد من مصداقية الفرضيات ذات العلاقة تم إعداد ورقة استبيان تضمنت عدداً من الأسئلة حول الطموح الاجتماعي والعلمي والمهني تم توجيهها لطالبات كلية الآداب بجامعة طرابلس وكلية الآداب والعلوم بمسلاتة - جامعة المرقب - (المستهدفات من هذه الدراسة) خلال فصل الخريف 2016- والبالغ عددهن 2740 طالبة( 3)، وبناء على ما تسمح به الإمكانات 2015 والشكل .(*) المتاحة تم اختيار عينة عشوائية من الكليتين، بلغ قوامها 321 طالبة رقم ( 1) يوضح تخصصات أفراد العينة من كل كلية.

 المراجع:

1. ماهر موسى مصطفى الشرافي، "الإنهاك النفسي وعلاقته بكل من قلق المستقبل ومستوى الطموح لدى العاملين في الأنفاق"، (رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية .( التربية، قسم علم النفس، الجامعة الاسلامية - غزة، 2013

2. سميرة محمد العياطي، "أفضليات الإقامة المستقبلية لسكان منطقة الهضبة الشرقية بطرابلس"، (رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الجغرافيا، كلية التربية، جامعة الفاتح سابقا، 1996).

3. Martin, Cadwallader, Problems in cognitive distance implications for cognitive mapping, Environment and Behavior, Vol . 11, No.4, 1979..

4. الدراسة الميدانية التي قامت بها الباحثة عام 2016

الهوامش

1. Martin, Cadwallader, Problems in cognitive distance implications for cognitive mapping, Environment and Behavior, Vol . 11, No.4, 1979, P 559.

2. ماهر موسى مصطفى الشرافي، "الإنهاك النفسي وعلاقته بكل من قلق المستقبل ومستوى الطموح لدى العاملين في الأنفاق"، (رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، قسم علم النفس، الجامعة الإسلامية - غزة، 2013 ) صفحات مختلفة.

3. أخذت هذه الإحصائية من مكتب المسجل العام بجامعتي طرابلس والمرقب. أفراد العينة موزعين بين كليتي الآداب (بطرابلس ومسلاتة) على النحو التالي:  %58.9 من كلية الآداب جامعة طرابلس، 41.1 % من كلية الآداب والعلوم جامعة المرقب (مسلاتة).

4 سميرة محمد العياطي، "أفضليات الإقامة المستقبلية لسكان منطقة الهضبة الشرقية بطرابلس"، (رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الجغرافيا، كلية التربية، جامعة الفاتح . سابقا، 1996 )، ص 2.


تحميل البحث


  drive.google-download

قراءة وتحميل البحث 







تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-