فوائد الخرائط الرقمية للتعداد العام للسكان - كتاب فوائد الخرائط في التعداد

 

فوائد الخرائط الرقمية
للتعداد العام للسكان - كتاب فوائد الخرائط في التعداد


المقدمة

في مقال سابق تم استعراض أهمية التحول من الخرائط التقليدية في التعداد العام للسكان إلى الخرائط الرقمية ، التي ترسم آليا باعتماد نظم المعلومات الجغرافية ، و قد نوقشت الكلف لعملية الانتقال . في هذا المقال يسلط الضوء على فوائد هذه العملية . فتحليل الكلفة – المنفعة لا يكون ناجزا إلا بتغطية طرفي المعادلة . 
فوائد استخدام الخرائط الرقمية .
من الضروري التمييز بين نوعين من الفوائد ،  يتعلق النوع الأول  بكفاءة الخرائط المنتجة في عملية التعداد العام للسكان . فبعد انتهاء مرحلة التحول إلى  الصيغة الرقمية فان عملية إنتاج الخرائط تكون أفضل عند اعتماد المدخلات نفسها ، و  يتم الحصول على المخرجات نفسها بعد إنقاص كمية المدخلات . لهذه الميزة أهمية خاصة في إنقاص الكلف ، ولها مردودها على العملية الإنتاجية من حيث اختزال وقت إنتاج الخرائط . وهذه فوائد يحس بها منتجو خرائط التعداد العام للسكان مباشرة .
يرتبط النوع الثاني من الفوائد  بالسياسات أو برامج تحسين نوعية المعلومات ، وهذه يلمسها مستخدمو البيانات الإحصائية المشتقة من بيانات التعداد العام للسكان و المساكن . فعلى سبيل المثال لا الحصر ، فان توفير خرائط رقمية عن السكان يسهل عملية استخدامها بالاشتراك مع معلومات عن البيئة ، وبهذا يمكن اتخاذ قرارات لحماية البيئة و الحفاظ عليها من التداعي و التدهور . 
تطوير كفاءة الخرائط
تلاحظ هذه الفوائد من خلال توفير في الكلف المادية ،  من خلال تجنب  كلفا معينة ، ومن خلال اختزال الوقت المستغرق للحصول على مخرجات نظام إنتاج الخارطة .  ومثل هذه المنافع يمكن قياسها ، ولكن لا يتحقق ذلك إلا بعد الاعتماد  بالكامل على نظام المعلومات الجغرافية في إنجاز التعداد و إنتاج الخرائط الرقمية . ومع هذا ، فهناك فوائد تتحقق عند إنتاج نوعيات عالية الجودة ، أو منتجات جديدة بالكامل . فمثلا ، عندما تنتج خارطة رقمية بدقة عالية مقارنة مع خارطة مرسومة باليد ، فقد لا يكون الفرق في الوقت المستغرق ولكن الفائدة لازالت كامنة في نوعية الخارطة و درجة دقتها و جودتها . و النقاط الآتية في أدناه تعكس سبعا من هذه الفوائد .

1 )  اختزال الوقت المستغرق في العملية الإنتاجية ،
بعد الاستثمار الأولى لانتاج قاعدة بيانات رقمية ، تكون عملية تحديث هذه المعلومات سريعة و سهلة ، مع الحصول على مخرجاتها باعتماد العدد نفسه من الملاك الوظيفي . إضافة إلى ذلك ، فان البيانات الرقمية تسمح في اعتماد سلسلة واسعة من التطبيقات التي تنجز من خلال المكتب القومي للإحصاء ، مثل تطوير هيكل العينة ، أو الربط مع طبقات معلومات أخرى مثل استعمالات الأرض بهدف اشتقاق مؤشرات إحصائية جديدة .  كذلك تتوفر إمكانية إنتاج خرائط حديثة المعلومات  مباشرة دون الحاجة إلى إصدارات يدوية تجريبية .  وهذه جميعا تساعد المكتب القومي للتعداد و الإحصاء في الاستجابة السريعة للتبدلات التي قد تطرأ على الطلب ، و التكليفات الرسمية الطارئة ،  وعلى حاجات مستخدمي البيانات و المعلومات الإحصائية الرسمية .
2 ) توفير في الكلف المادية ،
إن استبدال التقنية اليدوية بأخرى آلية سيؤدي إلى متطلبات بشرية أقل من السابق ، وهذا بحد ذاته توفيرا في الكلف . كذلك تتولد إمكانية  جديدة لتطويع خرائط التعداد العام للسكان النقطية بيسر كي تتوافق مع الخرائط المنتجة لأغراض أخرى ، مثل التعداد الزراعي ، أو أغراض تخص مسوحات ذات أهداف خاصة . يضاف إلى ذلك ، فان رسم الخرائط النقطية بالاستفادة من تقنية التحسـس النائي هو أقل كلفة من القيام بالمسح الميداني المكلف ماديا ، خاصة في المناطق سريعة التبدلات ، و حيثما يصعب الحصول على الخرائط في الوقت المناسب ، أو في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها . وبالمثل ، فان إنتاج المخرجات (خاصة القليلة الحجم و العدد) سيكون أقل كلفة عند اعتماد خرائط التعداد النقطية مقارنة مع اعتماد التقنيات التقليدية . 
تضمن بيانات الخرائط النقطية نظاما توثيقيا أكثر أمانة مقارنة مع صيغ خزن الخرائط الورقية التقليدية ، حيث تتوفر نسخا عديدة مخزونة خارج الموقع ، وهي أسهل و أقل كلفة من عملية استنساخ الخرائط الورقية التقليدية . يضاف إلى ذلك ، فان عملية خزن الخرائط النقطية لا يتطلب مساحة كبيرة من الأرض كما هو حال الخرائط الورقية التقليدية .
3 ) تحسين نوعية الخرائط . 
    بغض النظر عن ربحية إنتاجية الخرائط و التوفير في الكلفة العامة ، فان الخرائط النقطية تساعد في العديد من عمليات التعداد العام للسكان و بطرق مختلفة .  فمثلا ،  فان التقنيات الرقمية تساعد في إنتاج خرائط للعدادين بأعداد قليلة ولكنها ذات نظرة مهنية عالية . ولهذه الخرائط أهمية للعدادين المؤقتين وهم كثيرون قياسا بمخططات رسمت يدويا . 
4 ) تحسين مستوى الخدمات .
تؤدي البيانات الرقمية إلى تسريع عملية إنجاز الخارطة  ،   فحالما تنتج الخرائط الرقمية فان جدولة بيانات التعداد يمكن تحويلها مباشرة إلى خرائط توزيعات . كذلك الحال مع الخرائط المحددة الأهداف ، حيث يتم تصميمها للغرض المطلوب ، أو تكتل البيانات الإحصائية ، ويتم هذا بسرعة عالية . ولا يمكن إنتاج الخرائط الخاصة بكلف أقل وبأعداد قليلة عند اعتماد التقنيات اليدوية التقليدية . فتقنيات الخرائط الرقمية تسمح بإنتاج نسخة أو نسختين من الخرائط حسب الطلب ، وينجز ذلك بسرعة و بكلفة زهيدة .
5 ) زيادة دقة الخرائط .
عند مقارنة الخرائط الرقمية مع المخططات اليدوية فان الأولى تمتاز بالدقة العالية ، وهذه تجعلها صالحة لسلسلة واسعة من التطبيقات  . فبعض التقنيات الرقمية ، مثل الصور العمودية الزاوية توفر درجة عالية من الدقة الذاتية . وبالنسبة لخرائط التعداد العام للسكان فان رفع درجة الدقة في الخرائط تؤدي إلى زيادة في دقة تحديد المناطق الإحصائية ،  مما ينقص عدد الأخطاء مثل الإهمال أو تكرار الحساب الحاصل نتيجة عدم دقة توقيع الحدود بين المناطق الإحصائية المتجاورة .
6 ) تحسين مستوى الثبات و تعزيز الاستقرارية .
تؤدي قاعدة البيانات الرقمية إلى صلة غير نهائية مع قواعد المعلومات الأخرى ، وهذا يضمن استقرارية البيانات و ثبوتها , وهي مهمة جدا عند تنظيم الوحدات الإحصائية و إعادة ترتيبها لسبب أو لآخر . إضافة إلى ذلك ، فان عملية تكامل قواعد البيانات تصبح ممكنة . فمثلا ، عندما يكون النظام قد رتب للعمل طبقا لقواعد بيانات نظم المعلومات الجغرافية الرقمية لذا فان مخرجات هذه العمليات سوف تتوافق ، وترافق في الوقت نفسه المجموعة الكاملة من البيانات الوصفية و إجراءات نظم المعلومات الجغرافية المستخدمة  في المؤسسات الأخرى . البديل الآخر لهذه الحالة ، بالإمكان تقديم نظام تملأ فيه الفراغات التي لم تغطها  استمارات التعداد ، أو حيثما يحصل تبدل في مجموعة البيانات أو عندما يطلب إضافة بيانات جديدة . مثل هذه العمليات تكون صعبة عند إجراء التعداد بالطريقة التقليدية اليدوية . إن عملية رسم الخرائط النقطية للتعداد العام للسكان بالشكل الكامل ستضمن وجود اتفاقا شاملا بين الحدود المعتمدة لجمع البيانات و تلك المستخدمة للمخرجات طالما أن الاثنين مستندين على قاعدة بيانات رقمية واحدة .
7 ) توليد دخل .
تساعد البيانات الرقمية في القيام بسلسلة واسعة من التطبيقات ، ولهذا السبب فان تسويق المنتجات الرقمية قد تطور في العديد من أقطار العالم المختلفة  . فمستخدمي هذا النوع من البيانات في القطاع الخاص  عديدون ، مثل المؤسسات التسويقية ، البنوك ، وكالات بيع العقار ، الخدمات الصحية ، المنظمات البيئية ، و المؤسسات التعليمية . وان السعر المعتدل لمثل هذه المخرجات سيزيد من مجالات تطبيقها ، مما يقود مرة أخرى إلى حجم كبير من الإنتاج بكلف قليلة  ، وبهذا يتعزز سوق خدمات الخرائط الرقمية .
توضح تجربة العديد من دول العالم في أن التعارض حاصل بين زيادة الضغط لتوليد مردودات عالية مقابل فوائد اجتماعية إجمالية لبيانات غير مكلفة واسعة الانتشار سهل الوصول إليها . و هذا التعارض لازال قائما طالما هناك محاولات لتغطية الكلف الكلية من خلال أسعار غالية و تعزيز حقوق النسخ مقابل أسعار عرضية و مستخدمين لأغراض غير ربحية .
فوائد انطباعية .
تعكس الفوائد الانطباعية تأثير البيانات الرقمية لنظم المعلومات الجغرافية على المؤسـسات الحكومية المختلفة و الجامعات و المنظمات غير الربحية و القطاع الخاص . فحاجات المستخدمين متنوعة بدرجة كبيرة جدا ، وقد صنف Rajani  سوق نظم المعلومات الجغرافية إلى صنفين . الأول ،  الذين يعملون  Doers  ، وهم  معنيون بإدخال البيانات و إدامتها و إنتاج البيانات المكانية الرقمية ، كما يقومون بتحليلات متقدمة ونمذجة عالية ، لذا فهم يستخدمون برمجيات نظم المعلومات الجغرافية المتطورة مستفيدين من حاسبات ذات قدرة فائقة . الصنف الثاني و ينقسم إلى فئتين ،  الأولى وفيها المستخدمون Users  الذين يقومون بالتحليل الأساسي ، مثل دمج طبقات عدة من الخرائط بهدف التحليل القطاعي Cross tabulation  .  الفئة الثانية ، وهم الأكثرية ، فهم  Viewers ، وهم يستخدمون بيانات مكانية لأغراض أساسية مثل إنتاج خرائط التوزيعات أو للاستقصاء من قاعدة معلومات موجودة أصلا .  وان عدد الفئة الثانية يفوق عدد المستخدمين ، وكلا  منهما  اكبر من التي قبلها بمعامل أسي . يستند نموذج السوق البديل على كلف البرمجيات و طاقاتها التي تزداد بثبات من المستهلك الأساسي للخرائط إلى خرائط الحاسبات الشخصية ، إلى نظم المعلومات الجغرافية (التي تسمح بإنتاج البيانات و التحليل البسيط لها) ،  إلى المهنيين المتخصصين  ، ثم التوظيف الكامل للنظم الجغرافية .
وقد لا تتضح الطاقات الكامنة بصورتها الكاملة أمام العديد من مستخدمي بيانات التعداد العام للسكان . ولما كانت نتائج التعداد تتوفر ، في الغالب ، بصيغة تراكمية في منشورات مطبوعة ، لذا فان العديد من المستخدمين الذين قد يستفيدون من الصيغة الرقمية الجديدة الحاوية على تفاصيل أكثر و لعدد اكبر من الوحدات الإحصائية الصغيرة ، فقد لا تكون لديهم الخلفية العلمية التي تؤهلهم للنظر إلى الكيفية التي تساعدهم فيها هذه الصيغة في تحقيق أهدافهم و إنجاز أعمالهم . إن الندوات العامة و الحلقات النقاشية و المنشورات و الاتفاقات بين مكاتب التعداد ، مع التركيز على استخدام البيانات بالصيغة الجديدة سيزيد من سعة قاعدة المستخدمين ، وبالمحصلة النهائية يزيد الفائدة من نتائج التعداد العام للسكان .
لخصت النشرة الصادرة عن الأمم المتحدة الخاصة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية و الخرائط الرقمية في التعداد العام للسكان (عام 2000)  أهم الفوائد التي قد يلاحظها مستخدمو البيانات ، وقد تحس ببعضها وكالات التعداد نفسها . وبعض هذه الفوائد يمكن قياسها كميا في مجال الوقت أو المال أو في زيادة الإنتاجية  . ولكن معظمها غير مباشر ، مثل : تحسين الصورة المرئية أو  تحسين مستوى التحليل و تعميقه ، فكلاهما لا يوفران وقتا ولا مالا   إلا انهما يؤديان إلى استيعاب أفضل و منظور ثاقب يساعد في اتخاذ القرارات و يعزز  صوابها و دقتها .  و الفوائد هي :-
(1) تحسين مستوى التحليل و تعميقه .
إن الهدف  من جمع البيانات الإحصائية و تنظيمها و نشرها من قبل مكاتب التعداد العام للسكان هو توفيرها لأغراض التخطيط و صناعة القرارات المهمة المتعلقة بالبلد . وخرائط التوزيعات المكانية تستند على نتائج التعدادات مشتقة منها الإحصاءات للأغراض التحليلية ، ولسلسلة واسعة من التطبيقات السياسية العامة . وبربطها مع الجداول و الرسوم البيانية ، فان الخرائط تضيف بعدا تحليليا مكانيا ، مما يؤدي إلى تقريب النظر إلى الأنماط المعقدة و شبكة العلاقات التي تضمها خصائص منطقة الدراسة و المشاكل التخطيطية التي قد تواجهها . فعلى سبيل المثال ، فان تكتيل النسب العالية لوفيات الأطفال في عدد محدد من الوحدات الإحصائية سيؤشر بعض الظروف البيئية المكانية (المحلية) المسببة لهذا النمط . وان النسب العالية للخصوبة في مجموعة من الأقاليم قد تؤشر مستوى حضاري معين لعدد من العوائل الكبيرة الحجم (في مواقع محددة) . مثل هذه المعلومات يمكن استخدامها في وضع برامج تخطيط الأسرة . إن تمثيل الأنماط المكانية بصريا يعزز تحليل التبدلات الحاصلة من خلال متابعة بعض المؤشرات الاجتماعية . ويؤدي هذا بدوره إلى الحاجة إلى تقدير الحاجات . باختصار ، فان توفير البيانات و غيرها من المعلومات بصيغة مكانية ، و الوظائف التي تنجزها برمجيات نظم المعلومات الجغرافية تساعد في التحليل بعد أن كان هذا ، في السابق ، مكلف ماديا جدا و مستحيل في بعض الحالات .
(2) تحسين عملية رسم السياسة العلاجية .
إن تحسين عملية التحليل تعود بدورها بفوائد جمة في تحسين صياغة السياسة العامة ، فعلى سبيل المثال ، فان إحصاءات قواعد بيانات نظم المعلومات الجغرافية هي  ذات فائدة في اختيار الموقع المناسب للخدمات العامة مثل المستشفيات ، المطافئ ، مراكز الشرطة ، خدمات الطوارئ  ،  المدارس ، أو عند تقييم مختلف المقترحات و البدائل التخطيطية . وان طبقات المعلومات الإضافية في نظم المعلومات الجغرافية ، وباشتراكها مع البيانات الإحصائية في المناطق الإحصائية الصغيرة ، يمكن أن تفيد في تحديد المناطق الهدف عند رسم السياسات الاجتماعية ، عند الرغبة في معالجة الفقر مثلا ، أو التخفيف من حالة اللاتوازن في تقديم الخدمات التعليمية أو الصحية  بين الأقاليم او المناطق الحضرية .
وبالاشتراك مع النماذج الإحصائية ، أو التجسيدية ، فان نظم المعلومات الجغرافية يمكن أن تستخدم لإنجاز سيناريوهات " ماذا  لو "  ، وتعزيز قرارات توزيع المصادر المختلفة .   فمثلا ، وبعد تقدير العلاقة الاقتصادية بين بعض المؤشرات ذات الاهتمام الخاص مع عدد من المتغيرات المفسرة والتي يمكن أن تتأثر بالسياسة العامة للدولة ، وعلى ضوء ذلك يمكن تقدير تأثير عدد من السياسات المختلفة  على المناطق الإحصائية  ((مثل زيادة محددة من الدخل إلى التعليم)).  تساعد نظم المعلومات الجغرافية في وضع النتائج في المنظور المكاني و تحديد الأماكن التي قد يكون التأثير فيها أكثر من غيرها . ويشجع هذا ، وبصورة جلية ، سياسة التجزئة ((اللامركزية)) ، فعوضا عن النظر للتأثير الكلي للسياسة العامة يكون التركيز على المناطق الأكثر حاجة . 
(3) الاشتراك في تحسين البيانات .
إن تحويل البيانات من الصيغة التقليدية إلى الصيغة الرقمية يقود إلى تطوير مجالات التعاون مع مختلف الوكالات الحكومية ، و فتح قنوات للاشتراك في البيانات . وهذا بدوره ينتج تحسنا في استقرارية البيانات و ثبات مخرجاتها ولجميع من اشترك في توفير البيانات و إنتاجها .  ومن اجل ملاحظة هذه الفوائد تعقد الاتفاقات بين الأطراف المختلفة ويتم تحديد التفاصيل الجزئية لتغطي الكلف و المسائل المتعلقة بالبيانات من حيث صيغتها و المعايير المعتمدة و المحتويات و تعريفاتها .
(4) تحسين الاتصالية مع الآخرين .
  فائدة أخرى لا يجوز التقليل من شأنها ، وهي أن التمثيل البياني و الخرائطي للبيانات هو أكثر لفتا للنظر ، وأكثر طلبا من الجداول . ومن أسباب نجاح نظم المعلومات الجغرافية هو قدرتها الفائقة على رسم الخرائط و الرسوم البيانية مع بعض في ورقة واحدة . يساعد هذا في تحسين اتصالية المكاتب الإحصائية مع المؤسسات الأخرى و مع المستفيدين و مستخدمي نتائج التعداد العام للسكان ،  وجعل نتائج تعداداتها اكثر إدراكا من قبل المستخدم و المستفيد منها . 
عوامل النجاح
بالإضافة إلى الكلف المختلفة التي يمكن حسابها لمشروع نظم المعلومات الجغرافية ، فهناك عدد من الحواجز التي قد تؤدي إلى فشل المشروع ، أو تقليل الاستفادة من كامل إمكاناته . يرجع معظم هذه العوامل و المحددات إلى نقص في التخطيط للمشروع ، أو الاختيار غير المناسب للأجزاء الصلبة و \ أو البرمجيات ، أو الى أخطاء تنظيمية . وفي المسوحات التي أجريت لتقييم مشاريع نظم المعلومات الجغرافية في عدد من دول العالم المستخدمة لهذه النظم ، لوحظ عدد من الخصائص المشتركة بين المشاريع الناجحة . وان غياب هذه العوامل يفضي بدوره إلى ، و يزيد من احتمالات الفشل . و هذه العوامل  هي :-
(1) وجود شخص ذي تأثير يعزز تطوير النظام الجغرافي في المؤسسة .
(2)  تعزيز إداري عالي المستوى يسند المشروع .
(3)  القرار باستثمار في النظم الجغرافية مبني على وجود حاجة حقيقية ،  مشكلة تتطلب حلا وليس مجرد الانسياق وراء التطور التقني بحد ذاته (رغم أهميته) .
(4)  استناد الستراتيج التفصيلي و إدارة التخطيط و العمليات التنظيمية على تقدير حقيقي للكلف و الجهود المطلوبة لقيام المشروع  وديمومة نجاحه .
(5)  تحديد أهداف و أغراض واضحة لقسم نظم المعلومات الجغرافية في المؤسسة .
(6)  التعليم المستمر و التدريب المتواصل في النظم الجغرافية للعاملين فيها و للإداريين .
(7)  ديمومة الملاك الوظيفي ، مع قدرة للاحتفاظ بذوي الخبرة في النظام الجديد .
(8)  التعامل مع النظم الجغرافية كجزء مكمل لستراتيجية إدارة نظم المعلومات وليس كإضافة مستقلة .
(9)  تقدير كامل لحاجات المستخدم و المستفيد ، و تحديد مسبق للمخرجات .
(10)  تطوير اتفاقات تعاون مع المؤسسات الأخرى ذات العلاقة .
(11)  وجود برامج تنفيذية واضحة .
(12)  تحديد خطة مالية بعيدة المدى تشمل تغطية الكلف و إستراتيجيات تسعيرة البيانات المنتجة .
(13)  تقديرات دقيقة لكلف الصيانة و ما يصاحبها من كلف أخرى .
(14)  إجراءات وضوابط تشغيلية معلنة  تضمن حقوق الجميع ، بما فيهم  مستخدمي النظام و المستفيدين من تسهيلاته . 
(15)  وجود سيطرة نوعية عالية  لضمان جودة نوعية المنتجات .
(16)  متطلبات و تحديدات دقيقة واضحة للتعامل بفاعلية مع الباعة و المتعهدين .
(17)  كتابة الاتفاقيات بصياغة واضحة و جيدة مع الباعة و الاستشاريين و الشركاء و الزبائن ضمن المؤسسة نفسها ، المؤسسات الأخرى في الدولة ، و خارجها .
(18)  إكمال المشروع التجريبي لاختبار درجة تناسب التجهيزات و البرمجيات و الإجراءات مع المتطلبات و الحاجة من المشروع .
(19)  توزيع نشرات و ملصقات تشجع الآخرين للتعامل مع المشروع الجديد و التعريف بمنتجاته .
(20)  التسويق و توسيع دائرة الصلات ، وبضمنها النشرات المتعلقة بالنجاح المتحقق . 
وبعد معرفة الكلف و فوائد اعتماد الخرائط الرقمية في التعداد العام للسكان ، وبعد تأشير عوامل النجاح ، لم يبق الا العمل الجاد من أجل أخذ المبادرة لكي يكون التعداد القادم موافقا للعصر ، ومتطلبات البحث العلمي ، و ملبية حاجات صانعي القرارات في البلد . ان نظم المعلومات الجغرافية تقدم الكثير الكثير ، ولا يحق لنا أن نتخلف أكثر عن ركب الحضارة . فنحن أهل لها ، وربوعنا كانت موطنا لها ، علينا أن نثبت انها مازالت هكذا ، والله ولي التوفيق .  
أ.د. مضر خليل العمـر
    كلية التربية – جامعة تكريت


الرابط 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-