قصة حرب أكتوبر - تفاصيل حرب1973 كاملة

 

قصة حرب أكتوبر - تفاصيل حرب1973 كاملة



هى حرب دارت بين مصر وسوريا ضد الكيان الصهيونى فى 6 أكتوبر عام 1973مــ الموافق 10 رمضان عام 1393مــ  ، حيث إحتل الكيان الصهيونى الصفة والقطاع غزة والقدس الشريف وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية فى 5 يونيو عام 1976 مــ ، التى فقدت فيها مصر معظم جيشها ، تسمى الحرب أيضاً  حرب تشرين التحريرية كما يطلق عليها فى سوريا  أو حرب العاشر من رمضان ، أو حرب يوم الغفران أو يوم كيبور كما يطلق عليها الـ يـ هـ ود ، وقد شاركت فى الحرب 9 دول عربية بتقديم دعم عسكرى على الجبهتين المصرية فى سيناء والسورية فى الجولان ، أهم هذه الدول من حيث قوة التأثير هى كالتالى :
1️⃣  الــــــــــــعــــــراق 🇮🇶   
2️⃣ الـــــــــجـــــزائــــر 🇩🇿 
3️⃣ لــــــيـــــبـــــــيـــــا 🇱🇾
4️⃣ الـمـمـلكة الاردنـيـة 🇯🇴
5️⃣ الـــــمـــــــغـــــــرب 🇲🇦
6️⃣ الـــــســــــعــوديــة 🇸🇦
7️⃣الـــــــــســـــــــودان 🇸🇩
8️⃣ الـــــكـــــــــويــــت 🇰🇼 
9️⃣ تـــــــــــونـــــــــس 🇹🇳

  خـــــــــطـ بـــــــــــــــــارلـــــيـــــــــف

وهو عبارة عن سلسلة من التحصينات الدفاعية الممتدة على طول الساحل الشرقى لقناة السويس ، تقع هذه التحصينات خلف ساتر ترابى يبلغ إرتفاعه حوالى 17 متراً ، تم بناء هذا الخط من قبل الكيان الصهيونى  بعد إحتلاله لسيناء بعد حرب عام 1967مــ ، ومان الهدف الأساسى من بناء الخط هو تأمين الضفة الغربية لقناة السويس ومنع عبور أى قوات مصرية إليها ، وقد تم تسمية الخط كذالك نسبة إلى رئيس أركان الجيش الصهيونى حاييم بارليف ، حيث شرع فى بناء الخط وكان مسئولاً عن إقامة تحصيناته ، وقد تكلف بناء الخط 500 مليون دولار 
     


قامت مصر بعد الهزيمة المريرة فى حرب النكسة عام 1967 مــ باعادة بناء جيشها على مدار سنوات بدأت فور هزمية مصر ، فمع إعادة بناء #الجيش_المصرى خاضت مصر #حرب_الإستنزاف كبدت فيها العدو الصهيونى
خسائر جمة ، وقد تم تهجير أهالى مدن القناة ، وهى بورسعيد والإسماعيلية والسويس إستعدادا للحرب وأصبحت هذه المناطق تابعة للجيش والعمليات الحربية ، كما جرى التخطيط والإعداد لحرب تحرير الأرض والتدريب على خطة الحرب والعبور فى سرية تامة ، حيث ظهرت مشكلة إرتفاع الساتر الترابى على الضفة الشرقية للقناة ، وقد قام الجيش المصرى بالتدريب على خطة العبور وتخطى الساتر الترابى ، وهذا بحد ذاته تحدى كبير جداً لقوات المشاه المصرية ، لانهم سيواجهون آليات العدو الصهيونى وحدهم بسلاحهم الشخصى منتظرين فتح الساتر الترابى من قبل مهندسين القوات المسلحة المصرية ، هذا بعد تخطيهم عقبة المانع المائى  قناة السويس ، الذى صخ فيها العدو مواسير النابلم لحرق  الجنود المصريين إذا حاولوا عبور القناه ، وقد جاءت فكرة المهندس العسكرى المقدم باقى يوسف زكى بإستخدام المضخات المائية التى كانت تُستخدم فى بناء السد العالى  فى هدم هذا الساتر ، وقد نجحت الفكرة وتم عمل ممرات لعبور المعدات العسكرية الثقيلة ، 
كما كانت نقاط خط بارليف الحصينة إحدى المشاكل أمام المخطط المصرى للهجوم ، فقد  تكونت مجموعات قتال خاصة لمهاجمة كل نقطة دفاعية من نقاط خط بارليف ، فقد كان أمام الجيش المصرى عدة تحديات ، وهى كالتالى :
1️⃣ النابلم على سطح القناة أثناء عبور القوات
2️⃣ الساتر الترابى الذى يبلغ حوالى 17 متراً
3️⃣ نقاط خط بارليف الحصينة والقوية 
4️⃣ مواجهة جنود المشاه لآليات العدو
5️⃣ فتح ممرات فى الساتر لمرور المعدات

   الــــــحــــــرب الـــــخـــــداعـــيــــة 

وقد كانت الحرب الخداعية للعدو لها فضل كبير بعد ٱɑɺɺ فى التمويه ، وكما قال رسول الله ﷺ الـــحــــرب خــدعــة ، أو كـــمـا قـال ﷺ ، فقبل الحرب بــ 6 أشهر تم نشر أخبار سلبية عن الوضع الإقتصادى المتدهور للدولة وأن مصر لا تستطيع خوض حرب وليس أمامها خيار آخر سوى القبول بحالة السلم  ، وهءا أدى إلى خروج مظاهرات فى مصر فقد أحس الشعب بالإحباط واليأس  وهذا ساعد كثيراً فى دعم الخطة ، كما تم تسريح 30000 مجند منذ عام 1967مــ ،  وقد كان كثير منهم خارج التشكيلات القتالية الفعلية  وأغلبهم فى مواقع خلفية ، وفى الفترة من 22 وحتى 25 سبتمبر تم رفع حالة الطوارئ والتأهب القصوى بالمطارات 🛫 والقواعد الجوية بشكل دفع الكيان الصهيونى لرفع درجة 
الإستعداد تحسباً لأى هجوم ، وأيقن الشعب المصرى أنه حان وقت الحرب ، ولكن أعلن #الجيش_المصرى بعد ذلك أنه كان مجرد تدريب روتينى لا أكثر ، مما ذاد من غضب الشعب ، وقد إستمرت #القوات_المصرية تطلق مثل هذه التدريبات والمناورات من وقت لآخر حتى ساد فى الوسط الصهيونى والمصرى أيضاً أن هذه التدريبات والمناورات لا تمثل أى خطورة على الكيان والجيش الصهيونى ، وعلى الصعيد السياسى تم إعداد خطة حرب بسيطة وشاملة بالتنسيق مع الجانب السورى ، مع الأخذ فى الإعتبار إمكانية حدوث أى تغيير مع بداية الحرب ، وقد إعتقد العدو أن الجيش المصرى فى حالة إسترخاء تام ولا يستعد لاى حرب ، فقد إشتركت الدولة المصرية فى تلك الخطة بكامل إجهزتها ، فقد تم تسريب خبر للعدو أن الجيش المصرى سيجرى مناورات شاملة وليس حرباً فى الفترة من 1 حتى 7 أكتوبر ، وفى صباح يوم 6 أكتوبر شاهد العدو الجنود المصريين على الضفة الغربية لقناة السويس فى حالة إسترخاء يغنون على أنغام السمسمية ويمصون القصب ويرقصون ، كما تم تسريب خبر أن الجيش سيسجل أسماء الضباط الراغبين فى تأدية مناسك الحج ، وكذلك تنظيم دورات رياضية عسكرية مما يتنافى وفكرة الإستعداد للحرب ، وتم الإعلان عن السماح لسائر المصريين بالسفر لتأدية الشعائر نفسها مما جعل الكيان الصهيونى يظن أن مصر لن تخوض حرباً ولا تستعد لها من الأساس ، وفى يوم 5 أكتوبر إجتمع وزير الخارجية المصرى الدكتور محمد حسن الزيات مع نظيره الأمريكى  هنرى كيسنجر ليتحدثا عن مبادرة السلام وأن مصر مستعدة لذلك بدون شروط ، وفى نفس اليوم تم الإعلان عن زيارة قائد القوات الجوية اللواء محمد حسنى مبارك إلى ليبيا ، ثم تقرر تأجيل الزيارة الى عصر يوم 6 أكتوبر ، وفى نفس اليوم أيضاً وجه وزير الدفاع المشير أحمد إسماعيل دعوة لوزير الدفاع الرومانى لزيارة مصر فى 8 أكتوبر وأعلن أنه سيكون فى إستقباله بنفسه ، وفى يوم 21 أغسطس عقد إجتماع بين القادة السوريين والمصريين ولإخفاء فكرة حضورهم مصر ، جاءوا بملابس مدنية على إحدى السفن القادمة إلى الإسكندرية ، وخلال الاجتماع تم تحديد موعد الهجوم ما بين 5 إلى 11 أكتوبر ، كما قام القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس أنور السادات
بإصدار أوامر بتحريك القوات المصرية فى إتجاهات مختلفة وثانوية ، وإجراء تحركات عرضية وعكسية داخل الجبهة تحت ستار التدريب مع التغيير المستمر فى حجم وأوضاع القوات البرية وأماكن تمركز القطع البحرية فى الموانى المصرية داخل وخارج الجمهورية 

 تجهيز المستشفيات لاستقبال الجرحى 

كان يجب  من الضرورى إخلاء عدد من المستشفيات وتجهيزها لإستقبال الجرحى مع بداية الحرب ، وكن هذا الإجراء ستعرفه حتماً مخابرات العدو ، وكان على #المخابرات_المصرية أن تجد حلاً سريعاً لذلك ، فيجب إخلاء عدد المستشفيات المطلوبة بدون إثارة أدنى شك ، فتم إعداد خطة محكمة ضمن خطة الخداع ، فقام الجيش بتسريح ضابط طبيب كبير كان مستدعى للخدمة العسكرية ، تم إعادته إلى الحياة المدنية ، وفور تسلمه وظيفته السابقة بوزارة الصحة أرسل للعمل فة مستشفى الدمرداش التابع لجامعة عين شمس التى وقع عليها الإختيار لكبر حجمها لتكون فى أول قائمة المستشفيات المطلوبة ، ولكن للأسف
إكتشف الطبيب بعد وصوله إلى المستشفى أن ميكروب التيتانوس يلوث العنابر الرئيسية للمرضى ويهدد حياتهم ، ومع بعض الروتين المقصود والمتعمد ضاع يومين من الرسائل بين المستشفى ووزارة الصحة ومناقشات الأطباء والمذكرات أمرت وزارة الصحة بإخلاء المستشفى من المرضى تماماً وتطهيره ، وتم تكليف الطبيب بالمرور على باقى المستشفيات لاستكشاف درجة تلوثها ، وطبعاً وجد بعصها ملوثة ، وقامت الصحف بنشر التحقيقات الصحفية حول المستشفيات الملوثة ونشر الصور وعمال التطهير يرشون المبيدات الخاصة بالتطهير فى عنابر المستشفيات ، ومع حلول مطلع شهر أكتوبر ، تم إخلاء العدد المطلوب من المستشفيات

     إســــتـــعــداد مـــصــر للــحـــرب 

أنشأ الجيش المصرى على الضفة الغربية للقناة ساتراً ترابياً فى مواجهة مناطق تمركز قوات العدو ، وذلك لإخفاء التحركات العسكرية ، وكذلك أنشأ عدد من السواتر فى العمق بزوايا ميل مختلفة لنفس الغرض ، وقد حققت هذه السواتر أهدافها إذ جعلت العدو يقتنع بأن الجيش المصرى قد لجأ إلى إستراتيجية دفاعية فى حماية هذه السواتر ، وقد ساعدت هءه السواتر على إخفاء تحركات القوات المدرعة المصرية نحو شاطئ القناة لتأخذ أوضاع الهجوم عند بداية الحرب 
      🕑 ســــــــاعـــــــة الـــصــــفــــر 🕑
التوقيت المناسب للحرب من أهم علامات النصر ، فلم تقتصر خطط الخداع على ما ذكرناه سابقاً فحسب ، بل شملت أيضاً الخدعة فى إختيار ساعة الصفر نفسها  ، وتحديداً الثانية ظهرا فى 10 من رمضان ، 6 من أكتوبر ، فلن يخطر ببال العدو أن الجيش سيخوض الحرب فى شهر الصوم وفى أكتوبر تحديداً ، ينشغل الكيان الصهيونى بعيد الغفران اليهودى ويستعد لخوض إنتخابات تشريعية ، أما وقت الظهيرة فتكون الشمس متعامدة فوق رؤوس العدو بشكل يصعب عليهم الرؤية ، وهذا شيء لم يتوقعه العدو أبداً حيث إن العمليات العسكرية تكون مع أول ضوء أو آخر ضوء

        الــــــــــمـــــــتــــحـــاربــون 

        مصر وسوريا  ➗  الكيان الصهيون
كان الداعم لمصر هو الإتحاد السوفيتى ، حيث إعتمدت مصر على الأسلحة السوفيتية وبعض الدول العربية السابق ذكرها ، أما الداعم للكيان الصهيونى فهى الولايات المتحدة الأمريكية 
                الـــــــقــــيــــــادة 
             جمهورية مــصــر العربية 
    الــقــائـد الأعــلى للــقــوات الــمــسلــحــة           
       الــرئيس مــحــمـد أنـــور الـــســادات
 
   وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة
         الـــمشـــير أحـــــــمد إســمـاعــيـل
      رئـــيس أركان حرب القوات المسلــحة 
           ســـعــد الـــديــن الـــشـــاذلـــى
       رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة
        مــــحــمـد عـبـد الــغـنـى الـجـمـسى
          الجمهورية العربية السورية 
    الــقــائـد الـــعــام للــقــوات الــمــسلــحــة
            الــرئـيــس حــافــظ الأســد
    نــائــب الـــقــائـد الـعـام وزيــر الــدفــاع
              مـــصــطــفـى طـــلاس
               رئــــــيـــس الأركــــــان
                  يــوسـف شــكــور
    قـائـد الـقـوى الجـوية والـدفـاع الـجــوى
               نـــاجـــى جــــمـــيـــل
    الـــــكـــــيــــان الــــصـــهــيــونــى 
          رئيسة وزراء الكيان الصهيونى
                   جــولـد مــائــيـر
            وزير دفاع الكيان الصهيونى
                   مــوشــيـه ديــان
           رئيس أركان الكيان الصهيونى
                    ديفيد بن اليعازر
             الـــــــــقـــــــــــــــوة 
                 مـــــــــــصــــــر  
تمتلك 42 لـــواء جـــنــود مـــتــنــوع مقسمين إلى 19 لــواء مــشــاه و 8 لــواء مــيـكـانـيـكـى
و 10 لــواء مــدرع و 3 لــواء مــحـمـول جـــواً
و 1 لــواء بــرمــائــى و 1  لــواء صواريخ 
1700 دبـــــــــابــــــة ، 2000 مــــــدرعـــــــة
10100 مـــدفــع وقـــاذف صـواريخ مـتـنـوع
400 طـائرة حــربـيــة ، 140 مـــروحـيــة 
70 طــــائــرة نــقــل ، 95 قــطــعـة بــحـريــة
                ســـــــــــوريــــــا 
تمتلك 27 لـــواء جـــنــود مـــتــنــوع مقسمين إلى 12لـــواء مــــشــاه و 5 لـــواء مـيكـانـيـكـى
و 10 لـــواء مــدرع ، 110000 جـــنـــدى ، 1700 دبــــابــة ، 800 مـدرعـة ، 600 مـدفــع
321 طائرة حربية ، 36 مروحية  ، 21 قطعة بحرية ، 150 كتيبة صواريخ سام 
2500 مدفع مضاد للطائرات 
         الـــــكـــــيــــان الــــصـــهــيــونــى
يمتلك 36 لـــواء مـــتــنــوع مقسمين الى 9 لـــواء مــشــاه و 6 لـــواء مــيـكـانـيـكـى و 16 لـــواء مــدرع و 5 لـــواء مــحــمــول جــواً
415000 جــــنــدى ، 2350 دبــابــة ، 3000 مـــدرعــة ، 1593 مـــدفــع ، 600 طائرة حربية ، 48 مروحية  ، 38 قطعة بحرية
        
فقدت مصر 85 % من سلاحها فى حرب النكسة عام 1967 مــ ، وكان لا بد من إعادة ترتيب وتسليح الجيش للإستعداد للمعركة ، فتوجهت مصر للإتحاد السوفيتى لشراء السلاح والمعدات الحربية ، لم تكن هذه الأسلحة الأولى فى روسيا ، ولكنها كانت بتقنيات سابقة ، ولم تكن جديدة بالقدر الكافى ، ولكنها ساعدت فى  تسليح الجيش بقدر الإمكان ، وفى الوقت نفسه كان تسليح الكيان الصهيونى بأحدث الأجهزة والأسلحة والتقنيات الحديثة الأمريكية ، حيث ضمنت الولايات تفوق الكيان الصهيونى على كل العرب وليس مصر وحدها ، ولكن المصرين لم يعتمدوا على السلاح فحسب ، فكان لديهم أهم سلاح وهو الإيمان بالله ، ولكن كان ذلك بعد الهزيمة المريرة ، فقد كان رجال وعلماء #الأزهرالشريف يبيتون مع الجنود فى الخنادق يذكّرونهم بفضل الشهادة فى سبيل الله دفاعاً عن الدين والوطن والعرض ، وقد ذاد هذا من معنويات الجنود لدرجة جعلتهم يتمنون الشهادة فى سبيل الله ، وقد أجاز الازهر للجنود الفطر فى رمضان فى بداية الحرب نظراً للمجهود وحرارة الشمس ، رفض بعض الجنود هذه الرخصة وقالوا :
   لا نــــريد أن نــــفـــطــر إلا فـــى الـــجــنــة 
كان شيخ الازهر وقتها هو الشيخ #عبد_الحليم_محمود الذى رآى رويا إستبشر بها وهى أن رسول الله ﷺ يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين والجنود المصريين ، وقد قاب الرئيس محمد أنور السادات وقص عليه ما رآى ، يقول النبى ﷺ من رآنى فى المنام فقد رآنى ، فإن الشيطان لا يتمثل فى صورتى 
         أو كـــمـا قـال رســول الـلـه ﷺ  
      
      الــــمـــــفــــاجـــــأة الـــعـــــســكــريــة
           بـــــــدايـــــة الــــــــــحــــــرب
بحلول شهر أكتوبر عام 1973 مــ كان موعد شهر رمضان عام 1393مــ ، ورمضان له عادات خاصة عند المصريين ، فلم يتخيل أبداً ولا يخطر على بال الشعب المصرى أن الدولة تستعد لحرب فى هذا الشهر الكريم ، طبعاً قيادات الدولة كانت تعلم موعد الحرب وإتخذت الموعد وأخذت التدابير والإحتياطات فى سرية تامة ، وفى يوم 5 أكتوبر عبرت قوات #الصاعقةالمصرية وأغلقت مواسير النابالم الممتدة على قناة السويس ، يقول أحد رجال أكتوبر تدرب الجنود على عبور القناة وهى مشتعله  وذلك وارد إن لم يتم إغلاقها ، وفى صباح اليوم التالى  السبت 6 أكتوبر كان الوضع هادئاً ولم يرصد العدو أى تحركات على الجبهتين المصرية والسورية ، وفى تمام الساعة الثانية ظهراً  قامت القوات الجوية المصرية بضربة مفاجئة فى عمق سيناء بعدد 222 طائرة حربية تصحبها سربين من القوات الجوية العراقية بطائرتها  هوكر هنتر ، وعلى الجبهة السورية كان تواجد القوات الجوية العراقية بـ 3 أسراب ميج 21 وسرب ميج 17 وعلى الجبهة الأردنية 2 سرب هوكر هنتر ، وهذا موقف مشرف للعراق ، كانت هذه الضربة
الجوية إفتتاحية لبداية الحرب ، ومع رجوع الطائرات بدأت المدفعية فى قذف الضفة الشرقية بعض نقاط خط بارليف ، وفى ملحمة منظمة بدأ الجنود المصريين بعبور قناة السويس بالقوارب المطاطية وهم يصيحون بأعلى صوت الــــلـــــه أكـــــبـــــر ، بدأ العدو يضرب الجنود المصريين بالمدافع ولكن لم يستطيعوا إيقافهم نجح الجنود فى عبور المانع المائى ، وهم الآن يصعدون الساتر الترابى بسلالم من الحبال تم إعدادها مسبقاً وكان يصعد بعضهم دون سلالم ، وصل الجنود المصريين الى الضفة الشرقية لأول مرة من حوالى 6 سنوات مريرة ، وتم رفع العلم المصرى على الضفة الشرقية للقناة ، بدأ سلاح المهندسين بشق ممرات فى الساتر الترابى بواسطة طرمبات مياه وبعد 6 ساعات بدأت المعدات الثقيلة فى العبور للجانب الشرقى للقناة لتبدأ ملاحم أخرى ومعارك قوية ، نجح الجيش المصرى فى التوغل الى داخل سيناء حوالى 20 كم ونجحت القوات السورية فى التوغل فى عمق الجولان وصولاً إلى بحيرة طبريا ، ولكن الجيش الصهيونى تمكن من فتح #ثغرة_الدفرسوار على الجبهة المصرية وعبر القناة للضفة الغربية وضرب الحصار على الجيش الثالث الميدانى ، وقد عرفت تلك العملية بعملية #القلب_الشجاع بقيادة الهالك أرئيل شارون ، وعلى الجبهة السورية تمكن من طرد السوريون من #هضبة_الجولان ، وقد كان من أهم اسباب الثغرة هو تطوير الهجوم ، القرار الذى إتخده السادات لتخفيف الظغط على الجبهة السورية ، وقد كان هناك تحذيرات من بعض قادة القوات المسلحة ، وخاصة سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان ، حيث كان يرى  
أنه إذا خرجت القوات خارج مظلة الدفاع الجوى المصرية فستصبح هدفاً سهلاً للطيران الصهيونى ، وبالفعل هذا ما حدث فى صباح يوم 14 أكتوبر عام 1973مــ ، فخطة الحرب التى وضعها الفريق الشاذلى كانت تسمى  #المآذن_العالية وهى خطة تسمح بعبور القوات المصرية للقناة والتوغل إلى 10 أو 12 كم على الأكثر وهى المسافة المؤمنة بمظلة الصواريخ المضادة للطائرات ، ويتم التحول بعد ذللك لأخذ مواقع دفاعية وإطالة أمد الحرب حتى لا تقدر القوات الصهيونية على أطالة أمد الحرب لفقرها لقلة عدد أفرادها ، وهم لا يعتمدون إلا على الحروب الخاطفة وعدم أطالة الحرب ، وقد رصدت هذه الثغرة بين الجيش الثالث فى السويس والجيش الثانى فى الإسماعيلية
بواسطة طائرة إستطلاع أمريكية لم تستطع الدفاعات الجوية المصرية إسقاطها بسبب سرعتها التى بلغت 3 مرات سرعة الصوت وإرتفاعها الشاهق ، وطبعاً كانت هذه المعلومات متاحة بين يدى القوات الصهيونية ، أعلنت رئيسة الوزراء وقتها جولد مائير فى التلفاز أن جيشنا يحارب الآن فى #أفريقيا ، كان الصهاينة فقط يريدون محاولة تحسين أوضاع جيشهم قبل وقف إطلاق النار ، ولكن بشهادة قادتهم خسروا الكثير ، ففى حوار تلفزيونى بين موشيه ديان و شموئيل غونين  ، يقول ديان : 
لـقـد حـاولـنـا لـكـن كل محاولتنا ذهبت أدراج الرياح ، ولذا أقترح إلغاء فكرة الـعـبـور لأن المصريين سـيذبـحـون أولادنا على الشاطئ الغربى
ويقول جونين :
لــو كـنــا نــعـلــم مـسبـقـاً أن ذلك سـيـحـدث مـا بــدأنــا عــمــلـيـة الــعــبــور
إزداد تدفق القوات الصهيونية وتطور الموقف سريعاً إلى أن تم تطويق الجيش الثالث المصرى بالكامل فى السويس ، ووصلت القوات الصهيونية إلى طريق السويس القاهرة ، واصبحت على مشارف العاصمة المصرية #القاهرة ولكنها توقفت لصعوبة الوضع العسكرى بالنسبة لها غرب القناة ، خاصة بعد فشل الجنرال أرئيل شارون فى الإستيلاء على مدينة الإسماعيلية وفشل الجيش الصهيونى فى إحتلال مدينة السويس ، مما وضع قواتها غرب القناة فى مأزق صعب وجعلها محاصرة بين الموانع الطبيعية والإستنزاف والقلق من الهجوم المصرى المضاد الوشيك ، ولم تستطع الولايات المتحدة تقديم الدعم الذى كان يتصوره العدو تتصوره فى الثغرة بسبب تهديدات السوفييت ورفضهم أن تقلب الولايات المتحدة نتائج الحرب ، كان تدخل القوتان العظمتان فى سياق الحرب بشكل غير مباشر حيث زود #الإتحاد_السوفيتى وتشيكوسلوفاكيا سوريا ومصر بالأسلحة ، بينما زودت الولايات المتحدة بالعتاد العسكرى الكيان الصهيونى ولولا المساعدات المقدمة من قبل الولايات المتحدة ما إستطاع الكيان الصهيونى الصمود فى الحرب بهذا الشكل ، فقد قدمت الولايات المتحدة مساعدات فورية من معظات وأسلحة ودبابات نزلت أثناء الحرب فى سيناء

   الـــــــجــــــــســـــر الـــــــجـــــــــوى 

بعد الإنهيار المفاجئ للكيان الصهيونى منذ بداية الحرب وخلال 6 أيام مستمرة فقد خلالها
مدرعات وطائرات وأفراد بأعداد كبيرة ، هذا بخلاف سقوط خط بارليف فى يد #الجيش_المصرى وإستيلائه عليه وتحرير بعض المدن المصرية فى سيناء ، إستغاثت جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيونى بالرئيس الأمريكى ، حيث قالت :
 
أنـــقـــذونـا مـــن الــــطـــوفــان الــمـــصــرى 
وعلى الفور تحركت الولايات المتحدة الأمريكية  وأقاموا جسراً جوياً فى سيناء لتعويض الكيان الصهيونى عن ما فقده خلال الحرب من طائرات ودبابات وغيرها منذ يوم 10 أكتوبر بصورة غير رسمية ، سميت هذه العملية عملية عشب النخيل ، حيث قامت قيادة النقل الجوى العسكرى التابعة للقوات الجوية الأمريكية بشحن 22,225 طن من الدبابات والمدفعية والذخيرة وإمدادات أخرى إلى الكيان فى سيناء ، تم الشحن فى الفترة ما بين 14 أكتوبر و 14 نوفمبر  عام 1973مــ 

       نـــــــهـــــايــــة الــــــحـــــرب 

 عمل وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر وسيطًا بين الجانبين ووصل إلى إتفاقية هدنة لا تزال سارية المفعول بين سوريا والكيان ، وقد بدلت مصر والكيان هذه الإتفاقية إلى إتفاقية سلام شامل سميت #إتفاقية_كامب_يفيد عام 1979مــ
إلــــــى زوال هـــــذا الــــکـيـــان بــــإذن اللــه 
        تـــــحـــــيـــــاتـــــــى لــــــــكــــــــم
               
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-