تأثير المناخ على زراعة وإنتاج محصول البرتقال في اليمن (دراسة في المناخ التطبيقي)

 تأثير المناخ على زراعة وإنتاج محصول البرتقال في اليمن (دراسة في المناخ التطبيقي) 


رسالة تقدم بها 

مجاهد عبد العزيز مبخوت نوفل 

إلى 

مجلس كلية الآداب- جامعة البصرة 

وهي جزء من متطلبات نيل درجة ماجستير آداب في الجغرافية 



بإشراف 

الأستاذ المساعد الدكتور 

سعود عبد العزيز عبد المحسن الفضلي 



ربيع الثاني 1426هـ -  يونيو/ 2005م 



مــقــدمة

  يعد علم المناخ التطبيقي أحد فروع علم المناخ الذي ظهر في القرن التاسع عشر الميلادي، وقد عرفه اولفر( Oliver ) بأنه الاستخدام العلمي للمعلومات المناخية وتطبيقاتها على مشاكل معينه, ضمن موضوع معين مثل أثر بعض عناصر المناخ أو كلها على الإنتاج الزراعي أو نمو وتوزيع الغابات أو الصناعة أو الإنسان ([1] ).

  زاد اهتمام الإنسان بالمناخ بعد أن ازدادت حاجياته وتنوعت طلباته في البيئات المختلفة فاتجه للبحث عن الموارد الطبيعية والبشرية واستثمارها لغرض خدمته ومواكبة للتطور السريع في المجتمعات الحديثة ([2] ) .

   وقد ظهرت العديد من المصطلحات التي تعبر عن مجالات البحث في المناخ التطبيقي, منها المناخ الزراعي (Agroclimaology) الذي يهتم بدراسة تأثير العناصر المناخية المختلفة. 

   وخاصة (الإشعاع الشمسي - الحرارة – الأمطار-.....الخ). على المحاصيل من حيث الإنتاج والنمو والأمراض ([3] )، لذا تهدف هذه الدراسة إلى إظهار أثر وعلاقة عناصر المناخ على زراعة وإنتاج محصول البرتقال لاسيما مع زيادة معدلات النمو السكاني وزيادة الطلب على المواد الغذائية التي تشكل عبئاً مباشراً على الأرض الزراعية، من خلال تكثيف الإستغلال الزراعي للمساحات المخصصة للإنتاج الزراعي ، و لا يمكن تحقيق ذلك بشكل جيد إلا بدراسة الظروف المناخية المحلية والعوامل الجغرافية الأخرى(3). فأختيار المحاصيل الزراعية وزراعتها على أسس علميه يتطلب متابعة ورصد الظواهر الجوية وعناصر المناخ المختلفة، وتحديد إرتباطها وتأثيرها على إنتاج المحاصيل الزراعية, فضلاً عن مراحل نموها المختلفة، وكذالك تحديد المواعيد المثالية للزراعة والإنتاج ، وتحديد حالات التطرف والتذبذب للعناصر المناخية خلال فترات النمو والأزهار وعقد الثمار ، والتي تعد الأكثر حساسية من غيرها ([4] ) ، مع ملاحظة أن الموقع الجغرافي لليمن الذي يضعه ضمن الجهات التي تتسم بقلة تكرار ظواهر التطرف المناخي الفصلي والسنوي ،وخصوصا الحراري ، رغم التباين الطبوغرافي للبلاد الذي انعكس في انخفاض معدلات التساقط بحكم وقوع اليمن ضمن النطاق شبة الجاف . ومحاولة الكشف عن طبيعة العلاقات المتبادلة بين العناصر المناخية، ومدى تأثيرها على محصول البرتقال من حيث المساحة ونوع الإنتاج، لذا فأن الدراسة تهدف لتحديد وإبراز هذه العلاقة من خلال الإجابة عن السؤال الأ تي:

س : هل هناك علاقة بين زراعه وإنتاج محصول البرتقال وبين عناصر المناخ ان وجدت فما نوعها ؟

   كما تهدف الدراسة إلى تحديد فترات أو مراحل نمو المحصول وبداية زراعته من الأزهار وحتى النضج وتحديد متطلباتة المناخية، و أسباب التباين أو التذبذب في الإنتاج والمساحة وكيفية التغلب عليها، و الكشف عن المشكلات والأمراض التي تؤدى إلى انخفاض معدلات الإنتاج وسبل تطويرها لتواكب متطلبات الزيادة السكانية الحالية، فضلا عن تقديم دراسة تطبيقيه توضح تأثير عناصر المناخ على زراعة محصول البرتقال.

   تتكون الحمضيات من عدة أصناف يأتي في مقدمتها البرتقال، والذي يحتل المرتبة الأولى في التجارة الدولية ومن هنا تأتي أهمية الدراسة، حيث يقدر إنتاج العالم السنوي (24.961.000) طن، شكل أنتاج الوطن العربي السنوي منه ( 2) مليون طن، بما يعادل (8%) من الإنتاج العالمي، و بلغ الإنتاج الفلسطيني (45.0000) طن من البرتقال يصدر إلى أوروبا ([5] ) ، وتنبع أهميته في كونه من المحاصيل النقدية المهمة، فضلا عن أهميته الغذائية للسكان . 

  هناك بعض الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع ضمن دراستها لمحاصيل أخُرى ، ومن وجهة نظر زراعية بحته مما دفع الباحث للتعرض لهذا المحصول ضمن حقل المناخ التطبيقي في محاولة للكشف عن العلاقة بين تأثير المناخ ونمو وإنتاج المحصول والتوزيع الجغرافي له في اليمن .

   بلغت المساحة المزروعة بالمحصول في اليمن حوالي (34533) دونم بنسبة ( 22.6 %) من مجمل المساحة المزروعة بأشجار الفاكهة و البالغة مساحتها (235361) دونم، في حين بلغ الإنتاج (158940) طن في عام (2003م) ([6] ) . من إجمالي إنتاج الفواكه الذي بلغ (703420) طن ،يساهم بنسبة (4.4%) من اجمالى إنتاج البلاد( [7] ) و أتمنى أن الدراسة حافزا لدراسات مستقبليه تساهم في خدمة الوطن في تنمية الإنتاج الزراعي والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي لتلبية احتياجات السكان المتزايدة.

   ولعل من مبررات الدراسة أن أشجار البرتقال وأصنافه المختلفة قد تأقلمت في عدد من المناطق اليمنية(*) ، وهى في هذة البيئة الجديدة تتعرض لكثير من الظواهر الجوية التي لا توجد في موطنها الأصلي (*) ، لذالك تعتبر دراسة مدى تأثير العناصر المناخية المختلفة (إشعاع شمسي- حرارة- – رياح- رطوبة - أمطار- تبخر) منفردة أو مجتمعه على كل من النمو الخضري والثمري لأشجار البرتقال من الضروريات الاساسيه التي يجب الإلمام بها حتى يمكن تحديد المناطق الملائمة لزراعه وإنتاج البرتقال في البلاد .

   ونشير هنا إلى الدور الفاعل لقرا ر رئاسة الدولة في عام 1984م (* ) الذي أدى إلى التوسع الكبير في زراعه الفاكهة ومنها البرتقال ، ولكن في أواخر سنة 2000م بدأت الفاكهة المستوردة في غزو الأسواق اليمنية ولعدم سد متطلبات السكان من الإنتاج المحلى . لذالك كان لزاما علينا المساعدة في كشف أسباب التدني في الإنتاج والمساحة المزروعة وهل لعناصر المناخ من دور مؤثر في ذالك. خصوصا إن هذا الموضوع لم يتطرق له سابقا حسب علم الباحث . وقد صيغت فرضيات البحث كالأتي :-

1- توجد علاقة وثيقة بين عناصر المناخ وبين زراعه وإنتاج محصول البرتقال.

2- لا تفي الموارد المائية المتاحة بمتطلبات المحصول المائية.

3- تعتبر المناطق ذات المناخ المعتدل قليل الرطوبة أفضل المناطق لإنتاج البرتقال منها صعده ومأرب وأبين، وهل أن لعامل التضاريس من تأثير في تحديد مناطق زراعه المحصول ، والذي ينحصر تأثيره على عناصر المناخ بشكل واضح .

4- هل تعمل عناصر المناخ في تأثيراتها على نمو وإنتاج المحصول بصورة مجتمعة أكثر منها منفردة. 

   أما منهج البحث فقد أعتمد على المنهج الإقليمي الموضوعي و وأسلوب التحليل الوصفي لتفسير الظواهر الجوية، وتتبع العلاقة بين عناصر المناخ المختلفة ومدى ملاءمتها وتأثيرها على متطلبات المحصول حسب مراحل زراعته وإنتاجه, وتم الاستعانة بالتحليل الإحصائي لتوضيح وإظهار تلك التأثيرات عناصر المناخ على زراعة وإنتاج محصول البرتقال. 

  وقد اعتمد ت الرسالة على مصادر مختلفة، جانب منها تناولت الجانب الطبيعي لمنطقه الدراسة، وتناول الجانب الأخر علم المناخ، واعتمدت على الإحصائيات ا لمناخيه، والزراعية المتعلقة بمنطقه الدراسة والتي تضمنت( 13) محطة مناخيه، وهى موزعه على جميع مناطق البلاد، مما جعل الدراسة تأخذ واقعية أكثر وتحاشي الوقوع في التخمين أو الخطأ غير المقصود عند تحليل البيانات، وقد اتخذ البحث ثلاثة مسارات الأول منها: جمع المعلومات والبيانات من المكتبات والدوائر الحكومية والهيئات والإدارات الزراعية في اليمن وخاصة البيانات المناخية للمحطات للفترة من عام( 1983م ـ2003م) ، وقد تم جمعها من الهيئة العامة للارصادالجويه والهيئة العامة للموارد المائية، وبالنسبة للإحصائيات الرسمية , فقد تم أخذها من الجهاز المركزي للإحصاء , ووزارة الزراعة وعدد من مكاتبها في مناطق الدراسة ، بالاضافه إلى الاتحاد التعاوني الزراعي .

  أما المسار الثاني: فقد كان البحث الميداني والسفر إلى اليمن، والقيام بعدد من الزيارات لمزارع محصول البرتقال, وتم التقاط الصور الفوتوغرافية لعينات من أشجار المحصول، وكذالك الثمار، وقد ساعدت هذه المرحلة الباحث في التعرف على المشاكل الطبيعية والبشرية التي يواجهها المحصول، كما وفرت الملاحظات والمقابلات الشخصية مع القائمين على ادراة تلك المزارع أو المالكين لها و المختصين في هذا المجال، فرص مهمة للإطلاع على الجوانب الهامة في البحث.أما المسار الثالث فتمثل في الكتابة .

   وخلال المرحلتين السابقتين فقد واجهت الباحث عدد من الصعوبات والمعوقات, منها ندرة المراجع العلمية في اليمن وخلو المكتبات اليمنية من الدراسات التطبيقية في هذا المجال، وضعف التعاون مع الباحثين في توفير ما يتعلق ببحوثهم من معلومات وبيانات.

    وقد احتوت الرسالة على أربعه فصول، تناول الفصل الأول الخصائص الجغرافية لمنطقة الدراسة، وتضمن عدة مباحث شملت دراسة الموقع الجغرافي والبنية و التضاريس و التربة والموارد المائية فضلا عن دراسة العوامل البشرية، .

   أما الفصل الثاني فقد ركز على دراسة المتطلبات المناخية لزراعه البرتقال وضم خمسه مباحث هي الوصف النباتي والفسيولوجي للمحصول و الإشعاع الشمسي والحدود الحرارية والرياح وعلاقتها بأطوار نمو وإنتاج المحصول – والرطوبة النسبية ونمو وإنتاج المحصول، وركز المبحث الأخير على تحديد كمية المتطلبات المائية لمحصول البرتقال.

   وتناول الفصل الثالث تأثير عناصر المناخ على زراعه وإنتاج البرتقال، وأشتمل على ستة مباحث، الأول منها تناول الإشعاع الشمسي والعوامل المؤثرة فيه,ومبحث الامراض، ثم دراسة الخصائص الحرارية لليمن من حيث تبايناتها الفصلية والمكانية، والثابت الحراري (الحرارة المتجمعة)، كما شمل الأمطار وتوزيعها الجغرافي وخصائص الرياح، والرطوبة النسبية والتبخر / النتح وعلاقتها بالري التكميلي. أما الفصل الرابع فقد تناول التوزيع الجغرافي لمناطق زراعة البرتقال، وحدد المناطق الرئيسية التي تزرع فيها البرتقال حسب الأقاليم المناخية في اليمن، إضافة إلى التوزيع حسب كميات الإنتاج.  

   استخدم الباحث أساليب التحليل الإحصائي في توضيح عناصر المناخ، للكشف عن ذالك التأثير رغم نتائج التحليلات الاحصائيه، التي لا يعتبرها الباحث نهائيه أو مقياسا قطعيا، وإنما هي تشير إلى جزء من الحقيقة ، لان هناك عوامل أخرى غير العناصر المناخية ، لها التأثير إيجابا أو سلبا على المحصول رغم توفر متطلبات النمو المناخية . 

    وقد تم إجراء تحليل إحصائي بالاعتماد على البيانات المسجلة لعناصر المناخ للفترة ( 83- 2003) م ، وتم الاستعانة ببرنامج (spss.v.) لإجراء التحليلات الاحصائيه ، وتم استخدام معامل ارتباط بيرسون(*) ([9] ) ، وهى أحدى الطرائق الاحصائيه المستعملة لقياس درجه علاقة الارتباط بين متغيرين فقط ، و معامل الارتباط المتعدد( **) ، والذي يستخدم لقياس ومعرفة درجه علاقة الارتباط بين متغيرين وأكثر ويعتمد في حسابه على قيم بيرسون بين الحرارة والإنتاج ، وبقية المتغيرات على قيم الارتباط الجزئي (*) ( [11] ) .

   ونخلص للقول بأن عملية التحليل الإحصائي هي طريقة نظرية تفسر وجود علاقة أحصائية بين متغيرين أو أكثر وقد تكون هذه العلاقة مقاربة للواقع أو بعيدة عنة وهذا يعبرعن البيانات كماً ونوعاً وكذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار العوامل الجغرافية الطبيعية والبشرية أثناء تفسير النتائج الإحصائية.

   وقد استرشد الباحث بعدد من الدراسات السابقة التي تطرقت إلى العناصر المناخية وعلاقتها بالجانب الزراعي. منها الدراسات التالية :-

1- دراسة عبد الجواد عبد الصمد الصليحي(1981)( [12] ) " جغرافية المحاصيل الرئيسية في اليمن" ، وقد تناولت الدراسة تأثير الانحدار على الإنتاج الزراعي واختلاف درجة المواجهة للشمس والرياح وعلاقتهما بالمساحات الزراعية ، واقتصرت على عنصر الحرارة والأمطار.

2- - دراسة مصطفى عبدا لعال تمام( 1985م)([13] ) " دراسة جغرافية لمحافظ صنعاء " أبرز فيها موقع الدراسة والأحوال المناخية المحيطة بها بشكل خاص وباليمن بشكل عام وقد توصل فيها إلى أن محافظة صنعاء يمكن تقسيمها إلى أقاليم مناخية.

3- دراسة قام بها عبدالله المجاهد( 1986) ( [14] ) بعنوان " أسس زراعة وإنتاج المحاصيل في الأراضي اليمنية" تضمنت تحديد أثر مواعيد الزراعة على إنتاجية الهكتار في مناطق وادي مور ووادي موزع.

4- دراسة عبد الملك الجبلي(1993م) ( [15] )"مناخ الجمهورية العربية اليمنية وأثره على الإنسان " وقد اقتصرت على عنصري الحرارة والرطوبة وتناولت الدراسة الدورة العامة للمناخ.

5- دراسة عبد القادر عسَاج( [16] ) 1996م " مناخ اليمن" هدفت إلى وصف وتحليل عناصر المناخ في اليمن .وهدفت إلى تحليل ووصف الحالة المناخية بعناصرها المختلفة في اليمن وخلصت إلى وضع صورة واضحة للمناخ في اليمن

6- دراسة فهمي علي سعيد ( 1996) ( [17] ) الأمطار في اليمن. هدفت الدراسة إلى توضيح ظاهرة مناخية واحدة هي الأمطار ومدى العلاقة بين الأمطار وغيرها من الظواهر المتأثرة بها مثل موارد المياه والإنتاج الزراعي ، وتوصلت الدراسة إلى أن هنا علاقة طردية بين الأمطار والكثافة السكانية وأن البلاد تعتمد اعتمادا كبيراً على الأمطار في الزراعة .

7- دراسة عبد القادر عساج محمد إسماعيل (2000م)([18] ) "المناخ المحلي لمدينة صنعاء" دراسة في المناخ التطبيقي . وقد تناولت الأطروحة الأحوال المناخية لمدينة صنعاء , وقد بينت مدى التباين في المناخ على مستوى مد ينة صنعاء .

8- دراسة العزي أحمد العقاب( 2002م)([19] ) " علاقة المناخ بإنتاج محصول الذرة البيضاء في اليمن ". وقد هدفت الدراسة إلى توضيح أثر عناصر المناخ على إنتاج الذرة البيضاء وبيان مايحتاجة المحصول أثناء مراحل نموه من درجة حرارة متجمعة ورطوبة ...الخ.

8- دراسة عبدالله حيدر سالم (2003م) ([20] ) " المناخ السياحي في اليمن " وتضمنت الدراسة الإشارة إلى تعدد المناخات في اليمن , مما أدى أن تصبح مناطق للجذب السياحي حيث يقل فيها التطرف المناخي ومناسبة أو متوافقة مع أقاليم الراحه في اليمن . 

9 - دراسة أحمد فضل أحمد سعد ( 2004م)([21] ) " المناخ وعلاقتة بإنتاج محاصيل القمح والذرة الرفيعة والشامية في الجمهورية اليمنية ". وتضمنت أثر عناصر المناخ على محاصيل القمح والذرة الشامية وتوزيع تلك المحاصيل على الأقاليم حسب كمية الإنتاج .



([1] )- عادل سيعد الراوي وقصى  السامرائي ،المناخ التطبيقي.دار الحكمة للطباعة والنشر الموصل1990ص 28.

([2] )- عبد الله حيدر سالم،خصائص المناخ السياحي في اليمن.رسالة ماجستير كلية التربية جامعه البصرة2003ص2.

([3] )- العزي احمد العقاب , علاقة المناخ بإنتاج الذرة البيضاء في اليمن.رسالة ماجستير كليه التربية الموصل2002ص2.

((()
([4])-   المصدر نفسه ص3.
([5] )-  سالم سعدون المبادر وهادى احمد مخلف، الجغرافية الزراعية، دار الفكر المعاصر، صنعاء اليمن 1997ص198.
([6] )-  الجهاز المركزي للإحصاء الإدارة العامة للإحصاء السنوي،  مايو 2003ص7.
([7] )-  يزرع المحصول في (15) محافظه في اليمن. راجع الجهاز المركزي للاحصاء2003ص23.
ج
(* ) – قرار الحكومة اليمنية بمنع استيراد جميع أنواع الفاكهة من الخارج  في حزيران 1984م.
(*)-  الموطن الأصلي للبرتقال هي جنوب شرق أسيا والهند ثم انتشر إلى بقية المناطق.
راجع: مخلف شلال مرعى التباين المكاني لأشجار الفاكهة وإمكانيات تنمية زراعتها في العراق(رسالة ماجستير، غير منشورة- كلية الآداب- جامعة بغداد-1980ص18).

(* ) .-  المعادلة معامل ارتباط بيرسون : -
                               (ن× مج س ص ) ــ (مج ×مج ص)
 ر = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            (ن × مج س2) ــ (مج س)2 × (ن × مج ص2) ــ ( مج س)2
حيث إن :-  س= تمثل ارتباط بيرسون  .
س ص = قيم المتغيرات  .                        ن = عدد المتغيرات
وتنحصر قيم معامل الارتباط بين  (+1، -1) حيث إن  قيمه معامل الارتباط (+1)  تعني وجود علاقة خطيه موجبه تامة  بين المتغيرات . أما إذا كانت قيمه معامل الارتباط تساوى    (-1)  ,  فتعني وجود علاقة خطيه عكسية  سالبه تامة بين المتغيرات .  أما القيمة  صفر فتعني عدم وجود اى علاقة خطيه بين المتغيرات  .  وهذا يعني إن القيم التي تقترب من (+1)        أو (-1) تشير إلى  وجود درجات  قويه  من الارتباط  سواء كان موجبا وسالبا ([8] ) .
 ولتحديد وجود علاقة  ارتباط معنوية  أو عدم وجودها يتم الاستعانة بجداول خاصة لمعامل بيرسون  ملحق (1 ) وبدرجه حرية هي (  0,05) فإذا  كانت قيمه معامل الارتباط المستخرجة اكبر من القيمة الجد وليه الحرجة  لمعامل الارتباط فهذا يعني وجود ارتباط معنوي  ولا يوجد ارتباط في حاله العكس .  راجع المصدر( 1) .
1 -  صفوح خير، البحث الجغرافي مناهجه وأساليبه، دار المريخ للطباعة،  المملكة العربية السعودية، 1990ص35.
(** )  معامل الارتباط المتعدد :-                 
                         ر ا ب + 2 ر اب ــ 2 ر ا ب  ×  را ج × ر ب ج
       ر ا ب ج =  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                              1ــ 2 ر ب ج

وبحسب معاملات  الارتباط الجزئية وذالك بعزل كل متغير من المتغيرات الأخرى مع تثبيت متغيرين .  ولتقدير درجه الارتباط يتم مقارنه القيم المحسوبة لمعامل ارتباط المتعدد مع القيمة  الجد وليه  وحسب  درجه الحرية  كما في الملحق ( ب ) ,  حيث  إذا كانت القيمة المحسوبة لمعامل الارتباط اكبر من القيمة الجد وليه فهذا يعني وجود ارتباط متعدد ذو دلاله احصائيه ،  والعكس يعني عدم وجود ارتباط  دال إحصائيا ([10] )

 (* ) معامل الارتباط الجزئي: -                    ر ا ب – ( ر ا جـ C ر ب جـ )
                                   ر ا ب جـ  = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                                     { ( 1 – ر 2 ا جـ ) ( 1 – ر2 ب جـ ) }
   حيث يدل الرمز ر ا ب جـ  معامل الارتباط الجزئي بين ا، ب عند عزل جـ  . وكذلك مع بقية المتغيرات  . راجع صفوح خير مصدر سابق ، ص394 .
[11] -   (3)              Hubert M. Blalock. . Jr, social statistic Macaw< Hill Book, co ,2nd   .Ed,    Singapore, 1985 ,4 84.

([12] )- عبد الجواد عبد الصد الصليحي  .جغرافية المحاصيل الرئيسية في اليمن  ,رسالة ماجستير , كلية الآداب ,جامعة عين شمس ,القاهرة  1981 .
([13] )مصطفى عبد العال تمام .دراسة جغرافية لمحافظة صنعاء ,رسالة ماجستير كلية الآداب جامعة صنعاء 1985م .
(-([14] عبد الله احمد المجاهد , أسس زراعة وإنتاج المحاصيل الحقلية في الأراضي اليمنية الطبعة الأولى ,.علم الكتب , القاهرة  1986 .
([15] )AL Jably  A.A . T. A study  in humane climatology of the republic  of  the Yemen A thesis . For  the degree of doctor   Philosophy of arts university of  B Birmingham ,England ,1993 .        
([16])- عبد القادر عساج . مناخ اليمن , رسالة ماجستير كلية التربية جامعة الانبار 1996
([17])-  فهمي علي سعيد نعمان . الأمطار في اليمن , رسالة ماجستير كلية الآداب جامعة بغداد , 1996م  .
([18] )-عبد القادر عساج محمد إسماعيل  . المناخ المحلي لمدينة صنعاء .دراسة في المناخ التطبيقي , أطروحة دكتوراة , كلية التربية جامعة بغداد   2000م  .
([19] - العزي احمد محمد العقاب . علاقة المناخ بإنتاج محصول الذرة البيضاء في اليمن  , رسالة ماجستير كلية التربية جامعة الموصل  2002م
([20] ) - عبد الله حيدر سالم  .خصائص مناخ اليمن السياحي , رسالة ماجستير , غير منشورة ، كلية التربية جامعة البصرة  , 2003 م .
([21] -  احمد فضل احمد سعد .المناخ وعلاقته بإنتاج محاصيل القمح والذرة الرفيعة والشامية في الجمهورية اليمنية  أطروحة دكتوراة، غير منشورة , كلية الآداب جامعة بغداد , 2004م .



الفصل الثالث

المبحث الأول

الوصف النباتي والفسيولوجي

   تشير الدراسات على أن الموطن الأصلي لشجرة البرتقال هو وسط وشمال الصين ([1]) , والبرتقال عبارة عن شجيرات صغيره متساقطة الأوراق , ذات أشواك سميكة وأوراقها مكونة من ثلاث وريقات , ببراعم صغيره مع أسديه منفصلة عن بعضها , يحتوي المبيض والثمرة من (3 – 15 ) فص والذي يحتوي كل منها على عدد من الكر ابل ([2]) .

   عموما هي شجرة متوسطة الحجم إلى كبيرة قمتها مستديرة الأوراق متوسطة الحجم وقمة الورقة مدببة , وعنقها متوسط الطول وإزهارها متوسطة الحجم ([3]) ، وتعرف بالحمضيات، وهي عبارة عن ( عنبه Berry ), من النوع الذي يسمى (Hesperidium ), أي أنها مقسمة إلى عدد من الفصوص أو الأجزاء ([4]) (Segment), تختلف من نوع إلي آخر وتتراوح ما بين ( 8 - 15 ) جزء في الجنس ( Citrus ) , واقل من هذا في الأجناس الأخرى (Farrunellay , Poncirus) ويحتوي كل منها على عدد من الكر ابل , وكذلك عدد من الأكياس العصيريه والتي تنتهي بنوع من التركيب أشبه ما يكون بالخيوط ، تحاط الفصوص أو الأجزاء بكيس يسمى ب(Rag) وهو عبارة عن ال (Endocarp ) ([5]) . 

  تحاط الثمرة الداخلية والتي تسمى (Flesh) بطبقة يميل لونها إلي الأبيض, والتي تسمى ما تحت الغلاف الخارجي, تتكون هذه الطبقة من خلايا منتظمة التركيب, وتحتوي على نسبة عالية من المواد البكتينية (Pectic) (Substances) (*) , والسليلوز ومواد كاربوهيدراتية مذابة وبروتين ومواد طيارة ومواد عطرية , وهي عبارة عن طبقة (Mesocarp) مختلفة السمك باختلاف الأنواع والأصناف ([6]) . كما تحتوي على بعض الفيتامينات والمواد الدهنية الرئيسية (Essential oils) . 

  وتغلف ثمار الحمضيات بطبقة خارجية تسمى (Flavedo) , وتحتوي هذه الطبقة على المواد الملونة البرتقالية أو الصفراء أو الحمراء , وهذه الصبغة عبارة عن مجموع المواد الملونة المسماة (Cartooned Pigments) .

   تظهر هذه الصفة عند اقتراب الثمار من النضج وتزول الصبغة الخضراء في أدوار ما قبل النضج ([7]) . تختلف سمك وطبيعة هذه الطبقة باختلاف العوامل البيئية وعمليات الخدمة, فقد تكون سميكة وخشنة في بعض الأحيان, وقد تكون رقيقة وناعمة في أحيان أخرى تبعا لأثر العوامل البيئية, كما أنها محاطة بمادة شمعية. 

  بالنسبة لتكوين الثمرة الداخلي (اللحم) فهو برتقالي اللون طعمه مزيج بين الحموضة والحلاوة وعلى طول منطقة التقاء الحافات, توجد بعض الأصناف مثل صنف البرتقال العادي والفلنشيا( [8]) ا - أصناف البرتقال :- 

   يقسم محصول البرتقال إلى أربع مجموعات رئيسية وفقا للأسس العلمية والفسلجية وهي([9]) :- 

1- البرتقال السكري ( الخالي من الحموضة ) . (Aedlessoranges )

2- البرتقال العادي (البلدي ). ( Common oranges )

3- البرتقال المصبوغ (أبو دمه ) . ( Pigmented(Blood) orange)

4- البرتقال الفلنشيا . ( Valencia orange)

5- البرتقال أبو سرة. (Novel orange ) 

وهذا التقسيم يتوافق والأصناف الموجودة في اليمن ([10]) . وسوف نستعرض الوصف النباتي لكل واحد منها كالأتي:- 

1- البرتقال السكري (البلدي ) :-

    تشبه شجرته شجرة البرتقال البلدي العادي, إلا أن نموها قائم لأعلى بدرجه اكبر, الثمرة كروية الشكل تقريبا مع وجود إستطاله خفيفة, القشرة ناعمة نوعا ما, لونها اصفر داكن إلي مرحلة النضج اللب عصيري, قليل الحموضة جدا, حيث تتراوح نسبة العصير به ما بين ( 0.12- 0.14 )، اللب لونه أصفر داكن يتراوح عدد البذور بالثمرة ما بين (20 – 25 ) بذرة, وهو من الأصناف المبكرة النضج, حيث يتم ذلك في تشرين الثاني([11] ) . 

2- البرتقال البلدي ( العادي ) :-

   تكون الأشجار قوية النمو غزيرة الإنتاج, ثمارها كروية ذات قشرة ناعمة ملتصقة باللب متوسطة الثخن, لونها أصفر إلي برتقالي عند تمام النضج, يحتوي اللب على كمية من العصارة يميل لونها بين الاصفرار إلي البرتقالي الفاتح, بمذاق جيد يتراوح بين الحلاوة والحموضة, لذلك تصلح ثماره لعمل العصائر, ويكون عدد البذور في ثمره قليل لا يتجاوز العشرة, وتكون فترة النضج خلال كانون الأول وكانون الثاني خاصة محافظة صعده ([12]) .

3- البرتقال المصبوغ (ابودمه ) :- 

   تختلف ثماره في مظهرها عن ثمار البرتقال العادي اللون وردي او أحمر كما تتصف الثمار بنكهة مميزة, وتجدر الملاحظة أن هذا التلون مرتبط بتطور وتكوين صبغة (الانثوسيانين ) , والظروف المسئولة عن تطور وظهور اللون الأحمر غير واضحة بشكل جيد( [13]) , ولكن يبدو أن الحرارة أو الدفء قد تكون سبب ذلك , على سبيل المثال أن هذا التلون لا يحدث في المناطق الساحلية , كما أن الصبغة تكون أقل ظهورا في المناخات الرطبة مقارنة بالمناطق الجافة ([14]) .

   وقد لوحظ أن التخزين المبرد يعمل علي تلون اللب, كما يبدو أن ضوء الشمس الساطع يمنع أو يحطم هذه الصبغة, وعلى ذلك نجد أن تلون القشرة عادة ما يكون أفضل في حالة الثمار الأقل تعرضا لضوء الشمس, أو تلك المظللة جزئيا, ويتركز وجوده بشكل واسع في محافظة تعز, وبشكل اقل في بقية المحافظات المنتجة للمحصول ([15]) .

4- البرتقال الفلنشيا:- 

  الشجرة قوية الجذع والأفرع, مستقيمة النمو, كبيرة الحجم ([16]), وهذا الصنف ينتشر في محافظة مأرب على وجه الخصوص ([17]) , الثمرة متوسطة إلى كبيرة , يتراوح قطرها بين (6.88 – 7.50) سم,كروية إلى مستطيله نوعا ما في شكلها جدول (24), يتراوح عدد البذور بها ما بين(0- 6) بذور, لونها برتقالي عند إ كتمال النضج, يمكن للثمار أن تبقى على الاشجار بعد النضج, وذلك لفترة زمنية مناسبة, إلا أن لونها يتحول إلى الأخضر مرة أخرى ([18]) . 

   القشرة متوسطة الثخن سطحها ناعم, اللب غزير العصارة وطعمه حلو مما يجعل الثمرة صالحة للاستهلاك المباشر والتصنيع بشكل واسع. 

5 – البرتقال أبو سرة:- 

     أهم ما يميز هذا الصنف من الناحية التشريحية هو وجود السرة, وهي عبارة عن ثمرة صغيرة أثيرية ثانوية مطمورة داخل قمة الثمرة الأساسية وتكون واضحة أحيانا, وثمار هذا الصنف خالية من البذور, واهم ما يميزها أيضا القوام الجيد اللب،مع سهولة تقشر الثمرة، وسهولة فصل الفصوص عن بعضها , مع الطعم اللذيذ الذي يجعل من ثمار هذه الأصناف بشكل خاص واحدة من فواكه التحلية مقارنة ببقية الأصناف . 

  يكون لون الثمرة برتقالي داكن وزاهي ([19]), وهذا الصنف أقل تأقلما في المناطق ذات الرطوبة العالية مثل المناطق الساحلية, حيث تكثر زراعته في المناطق الداخلية مثل محافظات (مأرب والجوف وصعده ) . 

   عموما تكون الشجرة قوية النمو مميزة في شكلها, الأوراق كبيرة الحجم وثخينة, تتجمع عند قمتها التفرعات النامية، الثمار اقل تعرضا للسعة الشمس والتشقق, كما يتميز هذا الصنف بأنتاجيته العالية, تكون ثماره صغيرة إلى متوسطة الحجم, ذات شكل أشبه إلى الشكل الكروي مع الاستطالة في الشكل ويكون اللب عصيري, طعمه حامضي حتى عند نهاية الموسم أحيانا ([20]).              

                  


([1]-  عاطف محمد إبراهيم ومحمد نظيف حجاج . الموالح زراعتها , رعايتها , إنتاجها , دارا لمعارف , الإسكندرية 1997 م ص, 11 .    
([2])- مكي الخفاجي وآخرون مصدر سابق, ص 92 . 
([3])- عاطف محمد إبراهيم ومحمد نظيف .. الموالح , مصدر سابق , ص 373 .
([4]) - مكي الخفاجي وآخرون , المصدر السابق نفسه , ص117 .
([5])- المصدر السابق نفسه . ص 117 .
(* ) - المواد البكتينية هي مواد كربوهيدراتية معقدة موجودة في الغلاف الخلوي للثمار بصورة خاصة في الحمضيات ويحتوي على نسبة 30% من وزنها الجاف مادة بكتينية   في شكليها (الذائب وغير الذائب)  . راجع مكي الخفاجي ,  ص 121 ,    
([6]) - فيصل رشيد الكتاني . مبادئ البستنة  , مطبعة وزارة التعليم العالي , جامعة الموصل  , 1988 , ص 24 . 
([7]) - مكي الخفاجي وآخرون . الفاكهة المستديمة الخضرة  , مصدر سابق , ص 118 . 
([8]) - عاطف محمد ابراهيم ومحمد نظيف . الموالح  . مصدر سابق  , ص 348 .
([9])- على الدوري  وعادل الراوي ،إ انتاج الفاكهة المستديمة الخضرة، جامعة الموصل  مطبعة التعليم العالي ،2000م  ص 369
([10])-  عبد الحكبم  محمد . بحوث مقدمة إلى الدورة التدريبية للنهوض بواقع الحمضيات في م/ مأرب , 2001 ,  ص3 .

([11] )- -عاطف محمد  ومحمد نظيف . المصدر السابق نفسه  , ً349 .
(-([12]  وين تيانج .. متطلبات المحاصيل السائدة في اليمن , ترجمة خليل منصور الشرجبي، يناير , ص60 -61 .
([13])-  عاطف محمد ومحمد ابراهيم . الموالح , مصدر سابق , ص 363 .
([14]) - مكي الخفاجي . الفاكهة المستديمة الخضرة , مصدر سابق , ص50 .
([15]) - المشاهدات الميدانية  اثناء زيارة  البحث والمقابلات الشخصية مع القائمين علي المزارع منهم السيد . منصر مجيدع والسيد محسن بن جلال بتاريخ , 29/3 و18/6/2004م .
([16]) - المصدر السابق نفسه , ص 50.
([17]) - عبد الحكبم محمد . بحوث مقدمة إلى الدورة التدريبية المقامة في م/ مأرب , 2001 , ص 4 .

([18]) - على الدوري وعادل الراوي . إنتاج الفاكهة للأقسام , مصدر سابق , ص371 .
([19]) - مكي علوان الخفاجي وآخرون . إنتاج الفاكهة المستديمة الخضرة , مصدر سابق , ص 53 . 
([20]) - عاطف محمد ومحمد إبراهيم . الموالح زراعتها , إنتاجها , رعايتها , دار المعارف , الإسكندرية 1997 , ص 394 .





تحميل من 









قراءة وتحميل 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-