تحميل كتاب البحث الجامعي بين التحرير والتصميم والتقنيات - تأليف أ.د. العربي بلقاسم فرحاتي

 

تحميل كتاب البحث الجامعي بين التحرير والتصميم والتقنيات - تأليف أ.د. العربي بلقاسم فرحاتي








دار أسامة للنشر والتوزيع - عمان / الأردن



الطبعة الأولى


2012م


تكتسي مادة المنهجية أهمية خاصة في منظومة المعرفة التربوية الجامعية، فهي تقود الطالب الباحث إلى اكتساب المعرفة الصحيحة وتكوين المفاهيم العلمية بطرق البحث العلمي ووسائله، وتقود المنظر إلى المعرفة بطرق تطوير النظريات والقوانين العلمية التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالطرق المنهجية العلمية. ومن ثمة فهي مادة محورية في تكوين الملمح العام لشخصية الطالب الباحث في أي تخصص من التخصصات العلمية الأكاديمية, إذ أن تكوين الطالب الباحث ـ كهدف سامي في التعليم الجامعي ـ لا يتحقق إلا بامتلاك الطالب لناصية التفكير العلمي المنهجي, وتعلمه خبرة تخطيط وتنظيم وتصنيف وتوظيف المعلومات وإنتاج المعارف، وهو التعلم الذي يواجه به الفرد المتعلم مشكلات الحياة النوعية, فالحياة بأسرها كما يصفها “بوبر“ حل للمشكلات، أو كما يصفها “ديوي“ بأنها مواجهة مستمرة للمشكلات والصعوبات. ومن خلال تعلم الطالب للمعرفة المنهجية ببعديها التفكيري المجرد والعملي الأمبريقي ـ بحيث تصبح مدمجة في سلوكاته التعلمية كأفعال منعكسة ـ يتمكن من مواجهة مشكلات الحياة ويراكم خبرة علمية يوظفها في المواقف الجديدة حين تصادفه مشكلات, بل إن تعلم المنهجية في التفكير هو تعلم التفكير الناقد في التفكير ذاته، الذي به يعدل الطالب من استراتيجياته في التفكير نحو الأفضل ويتدرب على ما يسمى بالتفكير في التفكير. ولهذه الأهمية البالغة لمادة المنهجية في تكوين ملمح الطالب الباحث, لاسيما في العلوم الاجتماعية والإنسانية، يتعين على الطالب والأستاذ والإدارة الجامعية الاهتمام بها، وتذليل كل صعوبات وعوائق اكتسابها كمعرفة جامعية, فالتضخم الكمي المتزايد للطلبة, ونقص المراجع المتوفرة في المكتبة وإكراهات الوقت والمكان، كلها عوائق جوهرية تحد من تعميم المعرفة المنهجية، وقد أحسسنا بهذه العوائق في تجربتنا العملية وممارسة التدريس الجامعي, الأمر الذي جعلنا نحس ونستشعر ضرورة تزويد الطالب بالمطبوعات الجامعية حول الثقافة المنهجية من حيث هي ممارسة للمنهج العلمي، حتى نلبي حاجاته لتعلم مفردات البحث العلمي الأكاديمي


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-