التغير المكاني للخصائص المناخية في المنطقة الممتدة من ساحل مصراتة وطرابلس شمالاً إلى سبها جنوباً: دراسة في الجغرافيا المناخية

 

 التغير المكاني للخصائص المناخية في المنطقة الممتدة من ساحل مصراتة وطرابلس شمالاً إلى سبها جنوباً:  دراسة في الجغرافيا المناخية




بحث مقدم لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الإجازة العالية (الماجستير) في الجغرافيا من قسم الجغرافيا / شعبة الدراسات العليا بكلية الآداب - جامعة (الفاتح) طرابلس



إعداد الطالبة


زينب عبد الحق عبد المجيد الفقهي




إشراف

الأستاذ الدكتور

إمحمد عياد مقيلي



العام الجامعي


2010 - 2011م



ملخص الدراسة

   استهدفت الدراسة البحث عن الأسباب الكامنة وراء التباين المكاني للخصائص المناخية بالمنطقة الممتدة بين ساحل مصراتة وطرابلس شمالاً وسبها جنوباً. وقد تبين من خلال الدراسة أن هناك تبايناً واضحاً في عناصر المناخ وظواهره والتي تمثلت بدرجات الحرارة والضغط الجوي والرياح والأمطار والرطوبة النسبية، إلى جانب التبخر وظاهرات التكاثف والظاهرات الغبارية وقرينة القارية والبحرية. واتضح أن معظم التباينات المكانية بين محطات الدراسة تفسرها عوامل موضعية وموقعية تمثلت بالارتفاع عن مستوى سطح البحر والموقع بالنسبة لدوائر العرض وشكل السطح، فضلا عن عوامل المناخ الحركية المتمثلة بالتوزيعات الضغطية وحركة المنخفضات الجوية ومسالكها ونوع الكتل الهوائية التي تتعرض لها المحطات ومصدرها، بالإضافة إلى عامل رئيس وهو مدى قرب المحطات المناخية من المسطحات البحرية.   

   كما تمت دراسة مقارنة تطرفات الحرارة والرطوبة والأمطار باستخدام معامل الاختلاف النسبي للتعرف على درجة التذبذبات المناخية بين المحطات وأيهما أكثر تطرفا. واختتمت الدراسة بعدد من النتائج والتوصيات.

  أولا: النتائج.

    توصلت الدراسة من خلال البحث والتقصي للحقائق والتحليل اعتماداً على ما توفر من بيانات مناخية لمحطات الدراسة إلى مجموعة من الحقائق التي تقف وراء التغير المكاني للخصائص المناخية بمنطقة الدراسة وهي كما يأتي:

1.  تتحكم في مناخ منطقة الدراسة ضوابط ثابتة وأخرى متحركة، وإن الاختلاف في قوة كل منها يعمل على خلق التباين في قيم عناصر المناخ وظواهره.

2.  على الرغم من أن امتداد منطقة الدراسة من الشمال إلى الجنوب يشغل حوالي (39 06°) درجات عرضية، إلا أن الاختلافات في قيم زاوية الإشعاع الشمسي وطول النهار بين المحطات ليست كبيرة.

3. كان لاختلافات تسجيلات محطات الدراسة في الظواهر المناخية كالظاهرات الغبارية، ونسبة تغطية السماء بالسحب والغيوم أثر ملحوظ في خلق التباين القائم في معدل ساعات السطوع الفعلية بها.

4. تبين من خلال تحليل بيانات درجات الحرارة أن المحطات الساحلية أقل تطرفاً وأكثر اعتدالاً في حرارتها مقارنة بالمحطات الأخرى، حيث كان الفارق بين متوسط حرارة الصيف والشتاء بها لا يزيد عن (13.8°م)، بينما يزيد الفارق عن (16°م) بالمحطات الجبلية والداخلية والجنوبية.

5.  يختلف التوزيع المكاني والشهري والسنوي لكمية المطر، حيث تزداد أمطار المحطات الساحلية والجبلية لوقوعها في مسار المنخفضات الجوية المتوسطية القادمة من الغرب إلى الشرق وتقل الأمطار بالمحطات الداخلية والجنوبية لبُعدها عم مسار تلك المنخفضات.

6.   استأثرت محطة سبها بأعلى المعدلات لستة عناصر وظواهر مناخية تمثلت في ( الإشعاع الشمسي، الحرارة، التبخر، العواصف الغبارية، الأتربة المثارة والغبار، بالإضافة إلى ارتفاع درجة قرينة القارية ). بينما استأثرت محطة مصراتة في أعلى تسجيلات لظواهر ( الضغط الجوي، سرعة الرياح، الرطوبة النسبية، الزوابع الرعدية، والمؤثرات البحرية ). في حين كانت محطة طربلس قد تفوقت في تسجيلاتها للأمطار، وظاهرة الضباب، ونسبة تغطية السماء بالغيوم فقط.

7.  كان لانبساط السطح والمتمثل بمنطقة السهل الساحلي، وقلة العوائق في أن تحتل محطة مصراتة المرتبة الأولى في سرعة الرياح بين محطات الدراسة.

8. ارتفعت نسبة تكرار ظاهرة الأتربة المثارة والغبار في محطة سبها ما يقارب ضعف ما موجود في المحطات الأخرى ويعود السبب إلى حركة الرياح واتجاهاتها المتعددة، ناهيك عن وقوعها في جنوب منطقة الدراسة والذي يمثل مناطق صحراوية جافة واسعة تعد مصدرا للأتربة المثارة والغبار.

9.  ارتفعت قيمة ظاهرة القارية في سبها مقارنة بالمحطات الأخرى لارتفاع المدى الحراري اليومي بها.

10.   فاقت مصراتة بقية محطات الدراسة في درجة المؤثرات البحرية بنسبة (72.6%)، وتليها طرابلس بنسبة (50.5%) لتأثرهما بالبحر.

11.  سجل أعلى تذبذب لدرجة الحرارة الصغرى بالقريات وبلغ (24.17%) خلال شهر أي النار، بينما كان أقل تذبذب للحرارة العظمى (1.80%) في سبها خلال شهر الماء.

12.   تمثلت أعلى تذبذب الرطوبة في غريان بنسبة (26.27%) خلال شهر الحرث، في حين كانت أقل التذبذب بطرابلس وبنسبة (5.81%) خلال شهر الماء.

13.  عند استخدام اختبار التجانس لبيانات الحرارة والرطوبة، اتضح أن التباين النسبي لدرجات الحرارة لا يختلف عن تباين الرطوبة بوجه عام. بينما أظهرت نتائج استخدام معامل الاختلاف النسبي لبيانات الأمطار أن محطات الدراسة تتعرض لذبذبات كبيرة مقارنة بالحرارة والرطوبة، وذلك بسبب عدم وجود نظام ثابت لها، لا في كمياتها الشهرية أو السنوية، ولا في توزيعها المكاني.

      ثانيا: التوصيات.

1.  احتفاظ المحطات المناخية بالبيانات اليومية والشهرية، وتكوين قاعدة بيانات لكل محطة لتسهيل عملية الحصول عليها من قبل الباحثين.

2.   تسهيل مهمة الباحثين في الحصول على البيانات المناخية وذلك بتزويد المكتبات الجامعية بها، كما هو متعارف عليه بالجامعات المتقدمة بدلاً من التعقيدات الحاصلة حالياً.





تحميل الرسالة












للاطلاع وتحميل الرسالة












تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-