دور منفذ إمساعد في التنمية المكانية والتجارية (دراسة في التخطيط الحضري)

 

 دور منفذ إمساعد في التنمية المكانية والتجارية
(دراسة في التخطيط الحضري) 


د. بشير محـمد عبدالسلام (أستاذ مساعد) كلية الآداب/ جامعة طبرق

د. سالم عبد الرسول المهدي (أستاذ مساعد) كلية الآداب/ جامعة طبرق

بحوث المؤتمر الجغرافي الخامس لقسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافيا / جامعة بنغازي 2022م -  التخطيط المكاني والتنمية في ليبيا - تحرير أ.د. ناجي عبد الله الزنتاني وآخرون - ص ص 34 - 135:

الملخص

تتسم المناطق الحدودية بطابع خاص تستمده من خصائصها المكانية، ويعد منفذ إمساعد البري أحد أكبر وأهم المنافذ البرية في البلاد؛ فله تأثيرات اقتصادية واجتماعية، وتهدف الدراسة إلى التعرف على دور منذ إمساعد في التنمية المكانية والتجارية لكافة مناطق شرق إقليم البطنان، وتأتي أهمية الدراسة كونها تناقش الأهمية التجارية للمنفذ ودوره في التنمية ، وتتمحور مشكلة البحث في وجود نقص حاد في البيانات عن دور هذا المنفذ وأهميته في التنمية المكانية، ويأتي تساؤل الدراسة في: ما نوع ومدى طبيعة الخدمات المقدمة من قبل المنفذ؟

واعتمدت هذه الدراسة في منهجيتها وأسلوبها في جمع البيانات والإحصائيات والمعلومات على المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج الإقليمي إضافة إلى استخدام المنهـــج الإحصائي الكمّــي من خلال البيانات المتاحة بالمراجع والمصادر العلمية، إلى جانب أسلوب المقابلة الشخصية، لمحاولة تبسيط المعطيات واستخلاص النتائج والحلول المقترحة.

وجاءت الدراسة محورين أساسيين/ المحور الأول: أهمية منفذ إمساعد ودوره في توطن العديد من المرافق والخدمات، والمحور الثاني: الرؤية المستقبلية لدور المنفذ في التنمية ومبرراتها.

وتسهم نتائج الدراسة في تحديد ورسم الملامح العامة للتنمية التجارية المكانية بالمنفذ، كما توصي الدراسة بسُبل النهوض بالأنشطة التجارية بالمنفذ كأحد مقومات التنمية المكانية الشاملة من خلال الاستفادة من الخصائص المكانية المتاحة.

الكلمات الدالــــــــة: التنمية المكانية – التنمية التجارية المكانية – منطقة النفوذ- منطقة حرة.

The role of an Imssad customs border gate in spatial and commercial development (study in urban planning)

 Abstract
The border areas have distinguished with certain features that derives from their spatial characteristics. The Imsaad land port is one of the largest and most important land ports in the country. It has economic and social effects, and the study aims to identify a role since it has helped in the spatial and commercial development of all areas east of Al-Batnan Province. The importance of the study comes as it discusses the commercial importance of the port and its role in development. Spatial development, and the study question comes in: What is the type and extent of the nature of the services provided by the port? In its methodology and method of collecting data, statistics and information, this study relied on the descriptive analytical approach, and the regional approach, in addition to using the quantitative statistical approach through data available in references and scientific sources, in addition to the personal interview method, to try to simplify the data and draw conclusion and suggested solutions. The study came in two main part: the first part: the importance of the Imsaad land port and its role in the settlement of many facilities and services, and the second part: the future vision of the port's role in development and its justifications. The results of the study contribute to defining and drawing the general features of spatial commercial development at the land port. The study also recommends ways to promote commercial activities at the port as one of the elements of comprehensive spatial development by taking advantage of the available spatial characteristics.
Key words: spatial development - spatial commercial development - influence zone - free zone.

المقدمة :

تعد التنمية المكانية الاقتصادية هدفاً تسعى لتحقيقه دول العالم عامةً والدول النامية خاصةً فقد حظيت الدراسات التنموية عامة باهتمام بالغ سواءً من الجغرافيين أو غيرهم لما لها من مكانة بارزة خاصة في الدراسات الجغرافية، وكذلك للدور الذي تلعبهُ التنمية المكانية باعتبارها أحد العوامل التي يرتكز عليها توطن السكان في رقعة جغرافية معينة، حيث أن عملية التنمية المكانية يمكنها أن تلعب دوراً فعالاً في الهيكل المكاني من خلال التأثير المتبادل بين مشاريع التنمية المكانية وما يمكن أن تحدثهُ من تغيرات على جميع المستويات الإقليمية والمحلية فهي توازن بين المكونات المكانية، والسكانية، والاقتصادية (معروف، 2016).

وتأتي دراسة الأنشطة التجارية مقترنة بدراسة التنمية المكانية نتيجة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية، حيث تسهم في زيادة الدخل القومي وتعمل على تحسين معيشة الفرد من خلال توفير فرص العمل له، وتوفير السلع والخدمات المطلوبة لإشباع حاجاته بالإضافة إلى تحسين مستواه الصحي والتعليمي والثقافي وتحسين المدفوعات بما يحقق له سد عجز الدولة وبالتالي تعود بالفائدة على الدولة والمجتمع مرةً أخرى (علي، 2013).   

تعد بلدة إمساعد هي تأشيرة الدخول بين دولتي ليبيا ومصر، وبذلك تكون حلقة وصل للتجارة الدولية اليومية، إذ يوجد بها منفذاً لتجميع وعبور البضائع عبر الشاحنات القادمة من مصر والأردن، والسعودية، (حظيرة جمركية) تمثل القوة الاقتصادية الرئيسة عامة وفي قطاع التجارة خاصة، وهي تجمعاً سكانياً وبداية خط المواصلات القادم من مصر والمتوجه نحو مناطق أخرى في البلاد وتمثل حركة المرور الدولية فرصةً كبيرةً للتنمية المكانية التجارية وهي أول نقطة توقف توفر العديد من الخدمات للمسافرين للدوليين وعلى الرغم من وجود مشكلات تواجه التنمية بالمنطقة الحدودية أدت إلى تعثرها لاسيما من الجانب المصري إلا أنها في الواقع تُتيح امكانات تجارية محتملة عبر الحدود ويتوقع لها النمو من خلال خطط التبادل التجاري بين البلدين.

   وتقع منطقة الدراسة (بلدة إمساعد) في أقصى شرق البلاد، ويحدها من الشرق والجنوب الحدود الليبية المصرية ومن الغرب منطقة قصر الجدي، ومن الشمال منطقة البردية والبحر المتوسط أما فلكياً فتقع عند التقاء خط طول (00 03 25 شرقاً) ودائرة عرض(00 36 31شمالاً) كما هو مبين في الخريطة (1)، أما عن موقعها النسبي فتبعد عن مدينة طبرق الواقعة إلى الغرب منها بمسافة 130 كم، وتبلغ مساحتها الحضرية (398 هكتار) وترتفع عن مستوي سطح البحر 186 م ويبلغ عدد سكانها عام 2021 (11109 نسمة) (السجل، 2021).

مشكلة البحث:  

تعتمد الدراسات المتعلقة بالتنمية المكانية والتخطيط لها في أي رقعة جغرافية على مجموعة من البيانات التي يمكن جمعها ويمثل ذلك أهمية بالغة في معرفة المناطق المستهدفة بالبحث ودورها في تحقيق الأهداف التنموية المحددة.

ولما كان موضوع البحث يدور حول إمكانية معرفة الدور الذي يلعبه منفذ إمساعد الحدودي في التنمية بالمنطقة فإن مشكلة البحث تكمن في وجود نقص حاد في البيانات عن دور منفذ إمساعد وأهميته في التنمية المكانية والتجارية وإمكانية الاستفادة من عوائد التنمية بالمنفذ .

خريطة (1) موقع بلدة إمساعد

   ــ   المصدر إعداد الباحثان استناداً على:

   ــ المخطط الأساسي للبلدية، مكتب التخطيط العمراني .

    ــ  مرئية فضائية لمنطقة الدراسة  UTM Z34 2018 .

تساؤلات البحث:

طرحت الدراسة تساؤلات عدة وهي كالآتي:

1-    ما نوع ومدى الإمكانات المقدمة من قبل المنفذ؟

2-    هل وضعت الدولة الخطط التنموية التي تساعد على تطوير منفذ إمساعد؟

3-    هل أسهم المنفذ في تحقيق الأهداف التنموية  في مناطق التأثير ؟

4-    هل تستخدم عوائد المنفذ في المشاريع التنموية لبلدة إمساعد؟

أهداف البحث:

  تسعى الدراسة لتحقيق الأهداف الآتية:

1- التعرف على مشكلات التنمية المكانية التجارية في بلدة إمساعد .

2- معرفة دور منفذ إمساعد في التنمية المكانية والتجارية لكافة مناطق شرق إقليم البطنان.

3-حصر مساحات الأرض غير المستعملة ببلدة إمساعد لإقامة مشاريع تنموية مستقبلية.

أهمية البحث:

تزايد اهتمام الجغرافيين في الوقت الراهن بقضايا التنمية المكانية على المستويين القومي والإقليمي، الأمر الذي دفعهم إلى استخدام خبراتهم في حل مشاكل التخطيط الحضري والإقليمي، ومعالجتها علاجاً صحيحاً ، خاصة وأن موضوع التنمية يعد أحد الموضوعات الجغرافية المهمة، إذ يمثل في الوقت الحاضر استراتيجية عالمية ملحة تسعى إلى تحقيقيها دول العالم كافةً، وتبرز أهمية الدراسة فيما يلي: 

1-    تمثل هذه الدراسة إضافة علمية إلى دراسات التنمية المكانية الاقتصادية عامة ًوإبرازاً لأهمية موضوع التنمية التجارية بشكل خاصةً.

2-    لفت انتباه المسؤولين بأهمية المرافق والخدمات التي تخدم منفذ إمساعد.

3-    طرح الحلول المقترحة لمعالجة المشكلات القائمة بالمنفذ والتي من شأنها أن تسهم في عملية التنمية. 

منهجية البحث:

استخدم عدداً من المناهج المتبعة في مجال التنمية المكانية أو ذات الصلة بها؛ وذلك من أجل تحقيق أهداف البحث وبأسلوب علمي، فقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الذي يمثل الأساس في وصف الظاهرات وتحليلها وتفسيرها، وتتبع الارتباطات والأسباب القائمة بين مختلف الحقائق، وذلك عن طريق دراسة الحالة من خلال الاستعانة بتقنية نظم المعلومات الجغرافية في معالجة البيانات باستخدام (AR GIS 10.03)، والمرئيات الفضائية لغرض إدارة البيانات، والتعامل معها وتحويلها إلى نماذج خرائطية بالاعتماد على البيانات الوصفية؛ واعتمدت الدراسة أيضًا على المنهج الإقليمي الذي يهدف إلى إبراز التباين المكاني للنشاط التجاري في منطقة الدراسة من خلال البيانات المتاحة من المصادر، بالإضـافة إلى استخدام المنهـــج الإحصائي الكمّــي، كما استخدم أسلوب المقابلة الشخصية لمحاولة تبسيط المعطيات واستخلاص النتائج وصولاً للحلول المقترحة.

تحميل البحث


   mega.nz/file


    mega.nz/file



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-