التيارات البحرية وأدوارها على الصعد المناخية والبيئية - د. فواز أحمد الموسى.pdf
د. فواز أحمد الموسى
قسم الجغرافية - جامعة حلب
مجلة الخيال العلمي - وزارة الثقافة / سوريا - العدد 70 - 2019م - ص ص 156 - 171:
التيارات البحرية: هي عبارة عن مسيرات منتظمة للمياه السطحية للمحيطات وبعض البحار الكبيرة، وبمقتضاها تتحرك قطاعات من هذه المياه بطريقة مشابهة لحركة المياه الأنهار البطيئة الواسعة، وهي تأخذ في مسيراتها اتجاهات معروفة تفرصها عوامل مختلفة أهمها:
1- اتجاه الرياح.
2- دوران الأرض حول نفسها.
3- شكل السواحل.
ولهذه التيارات آثار مناخية هامة تختلف باختلاف طبيعتها، فهي إما أن تكون دافئة فتعمل على تدفئة السواحل التي تمر بها، وأما أن تكون باردة فتعمل على خفض درجة حرارتها.
نشأة التيارات البحرية: تنشأ التيارات البحرية بنظامها المعروف نتيجة لعدة عوامل، منها الرياح العامة التي تعتبر في الواقع أهم العوامل على الاطلاق، وإلى جانبها توجد عوامل أخرى تساعد على تحريك المياه أو توجيهها بشكل خاص، ومنها اختلاف درجة الحرارة المياه وكثافتها من مكان إلى آخر، ثم اختلاف منسوب المياه بعض البحار المجاورة، نتيجة لكثرة التبخر من سطح الماء بعضها وكثرة ما ينصب في بعضها الآخر من مياه الأنهار والأمطار والثلوج المنصهرة.
ويعتبر شكل السواحل كذلك من العوامل المهمة التي تحدد الاتجاهات التي تسير فيها التيارات البحرية كما أن حركة الأرض حول نفسها تعمل باستمرار على انحراف التيارات البحرية بطريقة مشابهة لانحراف الرياح حسب قانون فرل، ومعنى ذلك أن التيارات البحرية تنحرف قليلا إلى يمين هدفها في نصف الكرة الشمالي وإلى يساره في نصفها الجنوبي، ويمكننا أن نبين مدى تحكم الرياح العامة في نظام التيارات البحرية إذا ما قارنا خريطتي توزيع كلا منهما في العالم، حيث نرى أن هناك توافقا شديدا بينهما، ولتوضيح هذه الحقيقة نبدأ بتتبع الرياح التجارية ما بين دائرتي عرض 10 و 20 في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي على أحد المحيطين الأطلسي أو الهادي، حيث نلاحظ أن هذه الرياح تدفع أمامها الطبقة السطحية من مياه الأجزاء الشرقية للمحيط على شكل تيارين مائيين يتجهان نحو خط الاستواء من الشمال ومن الجنوب ونظراً لأن هذين التيارين ينتقلان إلى مناطق أشد حرارة من المناطق التي يأتيان منها فإن مياههما تبدو باردة نسبيا ، ولذلك فإنها تساعد على تلطيف درجة حرارة السواحل التي تمر بجوارها وعندما يصل هذان التياران إلى قرب خط الاستواء يغيران اتجاههما ويأخذان في التحرك نحو الغرب فيتكون منهما تياران موازيان كخط الاستواء وهما التيار الاستوائي الشمالي والتيار الاستوائي الجنوبي.
وعندما يقابل هذان التياران الساحل الغربي للمحيط يتجه الأول منهما نحو السمال بينما يتجه الثاني نحو الجنوب، ويستمر هذان التياران في حركتهما نحو الشمال ونحو الجنوب حتى دائرة عرض 40 و 45 تقريبا ، ثم يغيران اتجاههما نحو الشرق بتأثير الرياح العكسية فإذا واصل إلى الجانب الشرقي للمحيط دفعتهما الرياح التجارية مرة أخرى نحو خط الاستواء حيث تبدأ الدورة من جديد كما يلاحظ أيضا ، أن التيارات الرئيسية في المحطات المختلفة تتزحزح نوعا ما نحو الشمال في فصل الصيف (الشمالي) ونحو الجنوب في فصل الشتاء تبعاً لحركة الشمس الظاهرية شأنها في ذلك شأن النطاقات العامة للحرارة والضغط الجوي والرياح.
تحميل البحث