تحليل جغرافي لخصائص الترب في محافظة النجف - علي حسين عبود الظويهر - رسالة ماجستير2007م .pdf

 

 تحليل جغرافي لخصائص الترب في محافظة النجف - علي حسين عبود الظويهر - رسالة ماجستير2007م .pdf

 

 

رسالة تقدم بها إلى كلية الآداب جامعة الكوفة

علي حسين عبود الظويهر

وهي جزء من متطلبات نيل درجة ماجستير آداب في الجغرافية

 

بإشراف

الأستاذ المساعد الدكتور

كفاح صالح الأسدي

 

1432هـ - 2007م
















 

 المقدمـة

      يُعد البحث دراسة وتحليل جغرافي للتباين المكاني لخصائص الترب في محافظة النجف وذلك بهدف الكشف عن الخصائص الفيزيائية والكيميائية والأحيائية لترب منطقة الدراسة وتباينها المكاني على ضوء المعطيات المستحصلة في نوعية هذه الخصائص . تشكل الأجزاء الشرقية والجنوبية الشرقية من منطقة الدراسة الجزء الغربي للسهل الرسوبي عند محافظة النجف ، في حين تشكل الأجزاء الغربية منها إمتداد للهضبة الغربية باتجاه السهل الرسوبي ، إذ يتخلل هذين الجزئين ، إقليم المنخفضات والأهوار . وتَكوُّن التربة ما هو إلا انعكاس للعوامل المختلفة التي فعلت فعلها في تكوين ترب منطقة الدراسة ابتداءً من العوامل المؤثرة على مادة الأصل وانتهاءً بعوامل النقل والترسيب بفعل الرياح ومياه الأنهار والسيول ، واستناداً لنتائج البحث يمكن اعتبار هذه الدراسة جزءً مضافاً لما قُُدِّمَ من دراسات في مجال جغرافية التربة ونأمل أن يكون ذا فائدة للباحثين والمختصين في هذا المجال . ومن خلال معرفة خصائص هذه الترب وتحديد أقاليمها يكون بالإمكان وضع اللبنات الأساسية لتحديد نوع العمليات الزراعية التي تلائم تربة كل إقليم، وكذلك نمط الزراعة ونوع المحصول وفقاً لمتطلبات تلك المحاصيل وملائمتها البيئية والموارد المائية المتوفرة . جاءت هذه الرسالة لتعزيز الجانب التطبيقي للدراسات الجغرافية لكي تُسهِم في وضع الجغرافية ضمن صنف العلوم التطبيقية في الجامعات العراقية من خلال دراستها للظواهر الجغرافية المختلفة اعتماداً على التباينات المكانية لكل ظاهرة .

     إن اختيار هذا الموضوع جاء وفقاً للأسباب الآتية :-

    1- لم تكن هناك دراسة جغرافية في اختصاص جغرافية التربة قد تناولت عموم محافظة النجف على وجه التحديد ، مضافاُ لذلك بأن أقسام الجغرافية في كليتي الآداب والتربية للبنات بجامعة الكوفة وحتى في جامعتي بابل وكربلاء والقادسية المجاورة تفتقر إلى التخصصات الدقيقة في هذا المجال وهذا مما دفع الطالب لاختيار هذا الموضوع .

    2- رغبة الطالب في تناول هذا الموضوع نابع من كونه يحمل شهادة جامعية أولية في العلوم الزراعية بقسم الغابات قبل حصوله على الشهادة الجامعية الأولية في الآداب بقسم الجغرافية ، والذي يَعتَبِرْ هذه الدراسة مكملة ومُضِيفَة ومجددة لمعلوماته السابقة في الدراسات الأولية في اختصاصي الزراعة والجغرافية على حد سواء .    

      3- تدهور إنتاج محصول الرز لوحدة المساحة في السهل الرسوبي قابَلَهُ تطور الرقعة الزراعية في الهضبة يُعدُ مؤشراً للوقوف على الحالة وإعطاء تقييم للحالتين من أجل رفع كفاءة الوحدة الإنتاجية في السهل الرسوبي بالاتجاه العمودي وتطوير نمط الإنتاج في الهضبة من خلال إعطاء صورة واضحة للمختصين لرسم سياسة صحيحة وفاعلة  للاستثمار الزراعي     وفق خصوصيات كل إقليم .

     ومن خلال البحث والتقصي الذي قام به الباحث عن الدراسات والبحوث التي تناولت منطقة الدراسة مثل دراسات تحريات التربة والمسح الخصوبي ومشروع كفل - شنافية وتقارير الهيأة العامة للدراسات والتصاميم / مختبر تحليل التربة والدراسة التي تقدمت بها صفاء سالم الخفــــاف (خصائص ترب قضاء الكوفة وعلاقتها بالبيئة) استطاع الباحث أن يوظف ما حصل عليه في دراسته النظرية والميدانية .

      اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي والتحليلي وذلك من خلال دراسة الظاهرة وتحليلها .

      اعتمدت الدراسة في اغلبها على العمل الميداني المتمثل بجمع 312 نموذج تربة للأعماق الثلاثة ( 0-30)سم و (31-60)سم و (61-100)سم من 104 موقع بواقع ثلاث نماذج لكل موقع  و15 نموذج من المياه السطحية و20 نموذج من المياه الجوفية لمنطقة الدراسة وتحليلها مختبرياَ لمعرفة خصائصها الفيزيائية والكيميائية والإحيائية وقد اختيرت هذه العينات بطريقة عشوائية ، إذ تم تحليل النماذج في مختبرات قسم التربة بكلية الزراعة في جامعة الكوفة ، وإجراء القياسات الحقلية لدرجة حرارة ترب منطقة الدراسة .    

      تتكون هيكلية البحث من أربعة فصول ، اشتمل الفصل الأول (العوامل الجغرافية المؤثرة في خصائص ترب محافظة النجف) على مبحثين ، المبحث الأول تناول العوامل الطبيعية ، والتي تتمثل بالموقع والمساحة ،التكوين الجيولوجي ، السطح ، المناخ ، الموارد المائية ، النبات الطبيعي . والمبحث الثاني استعرض العوامل البشرية التي تتمثل بإعداد وتهيئة الأرض ، الري والبزل ، التسميد ، التبوير ، الهجرة ، السياسات الزراعية .

      أما الفصل الثاني (الخصائص الفيزيائية لترب محافظة النجف) اشتمل على ثلاثة مباحث ، تناول المبحث الأول الخصائص الفيزيائية لترب إقليم السهل الرسوبي بقسميه كتوف الأنهار والأحواض . وتناول المبحث الثاني الخصائص الفيزيائية لترب إقليم الهضبة المتضمن الهضبة الشمالية ، الهضبة الجنوبية ، هضبة بادية الشبكة. وتناول المبحث الثالث الخصائص الفيزيائية لترب المنخفضات والأهوار المتضمن المنخفضات (منخفض بحر النجف) ، الأهوار . وقد تم دراسة هذه الخصائص في كل إقليم على حدة والمتمثلة بـ (نسجة التربة ، تركيب التربة ، ولون التربة ، الكثافة الظاهرية ، الكثافة الحقيقية ، المسامية ، معدل غيض الماء ، التوصيل المائي المشبع ، المحتوى الرطوبي المتضمن السعة الحقلية ونقطة الذبول الدائم والماء الجاهز ، درجة حرارة التربة) .

     أما الفصل الثالث (الخصائص الكيميائية لترب محافظة النجف) فقد اشتمل على ثلاثة مباحث ، تناول المبحث الأول الخصائص الكيميائية لترب إقليم السهل الرسوبي بقسميه كتوف الأنهار والأحواض . وتناول المبحث الثاني الخصائص الكيميائية لترب إقليم الهضبة المتضمن الهضبة الشمالية ، الهضبة الجنوبية ، هضبة بادية الشبكة .وتناول المبحث الثالث الخصائص الكيميائية لترب المنخفضات والأهوار المتضمن المنخفضات (منخفض بحر النجف) ، الأهوار  . وقد تم دراسة هذه الخصائص في كل إقليم على حدة والمتمثلة بالمادة العضوية ، الكلس ، الجبس ، السعة التبادلية الكاتيونية ، درجة تفاعل التربة ، الايصالية الكهربائية ، الصوديوم المتبادل ، امدصاص الصوديوم ، محتوى محلول التربة من الآيونات الموجبة (الكاتيونات) والسالبة (الأنيونات) ، إذ تضمنت الكاتيونات الكالسيوم ، المغنيسيوم ، الصوديوم ، البوتاسيوم ، أما الأنيونات تضمنت الكلور ، الكبريتات ، البيكاربونات .   

    أما الفصل الرابع (الخصائص الإحيائية لترب محافظة النجف) تناول العوامل التي يمكن أن تٌؤثر نمو الأحياء المجهرية في التربة ومن هذه العوامل المادة الخاضعة ، المعادن الغذائية ، عوامل النمو ، المحتوى الآيوني ، الماء ، حرارة التربة ، الضغط ، الإشعاع ، محتوى المحيط الجوي ، درجة تفاعل التربة ، مواصفات الأحياء الدقيقة ، وتضمن هذا الفصل ثلاثة مباحث . تناول المبحث الأول الخصائص الإحيائية لترب إقليم السهل الرسوبي بقسميه كتوف الأنهار والأحواض . وتناول المبحث الثاني الخصائص الإحيائية لترب إقليم الهضبة المتضمن الهضبة الشمالية ، الهضبة الجنوبية ، هضبة بادية الشبكة .

    وتناول المبحث الثالث الخصائص الإحيائية لترب المنخفضات والأهوار المتضمن قسم المنخفضات (منخفض بحر النجف) وقسم الأهوار . وقد تم دراسة هذه الخصائص في كل إقليم على حدة ، واقتصرت الدراسة على الأحياء الدقيقة هوائية المعيشة (الفطريات والبكتريا) فقط . مع استعراض سريع لبعض الكائنات الدنيا والكائنات النباتية .

     عُززت الدراسة بالخرائط والصور الفوتوغرافية التي توضح بعض الظواهر المهمة  وجوانب من منطقة الدراسة . علاوةً على العمل المكتبي المتمثل بمراجعة المكتبات والمجلات والبحوث المتعلقة بالاختصاص ، استخدم الباحث 96 مصدر جغرافي وزراعي فخاصة في علم التربة من مكتبات كليات الآداب والتربية للبنات والزراعة جامعة الكوفة والمعهد التقني في الكوفة ، ومكتبات كليات الآداب والزراعة جامعة بغداد ، ومكتبة مركز الفرات للدراسات والتصاميم قسم تحريات التربة والمياه ومن مكتبته الخاصة، مضافاً الى استعانته بالمتخصصين في علم التربة بجامعتي بغداد والكوفة كما استعان بالمعلومات والدراسات والتحاليل التي حصل عليها من مديريات الزراعة بما يخص المساحات والموارد المائية حول شبكة الري والبزل ومديرية الأنواء الجوية بما يتعلق بالبيانات المناخية والإحصاء بما يتعلق بالتقسيمات الإدارية في محافظة النجف والتي وظفها في رسالته  .         

      ونظراً لسعة مساحة منطقة الدراسة إذ بلغت ( 11529600) دونم وشكلت الهضبة  الجزء الأكبر منها إذ بلغت مساحتها (10110800) دونم فقد واجه الباحث صعوبات الحركة في المنطقة نتيجة للضرورات الأمنية واستهداف الطائرات الحربية للحركات الآلية في المنطقة هذا فضلاً عن مخلفات القصف التي حالت في أغلب الأحيان دون التوغل في أعماق الهضبة . فضلاً عن التكاليف الباهظة التي استنزفت الإمكانيات المادية للباحث حيث إن التخصيص المالي لطالب   للدراسات العليا لا يتجاوز حدود الاستنساخ والترجمة والطباعة التي قد تفي بمستلزمات الدراسات الإنسانية الصرفة التي لا تتعدى حدود البحث المكتبي .

     أما العمل الميداني التطبيقي يتطلب كثيراً من الأموال لغرض إجراء التحاليل المختلفة ، فضلاً عن أن مختبرات جامعة الكوفة لا يتوفر فيها ما يفي من مواد كيميائية ضرورية لإجراء التحاليل حسب العناصر المختلفة ، مضافاً إلى عدم وجود الخرائط المطلوبة مما يتعين على الباحث شد الرحال إلى الهيئة العامة للمساحة ودائرة المسح الجيولوجي ومديرية الأنواء الجوية في قلب بغداد وقسم تحريات التربة في ( أبي غريب) ، إذ لاتخلو هذه الأماكن من المتاعب .

      ونظراُ لسعة مساحة منطقة الدراسة قُسمت إلى ثلاثة أقاليم ، افتراضا متباينة على أساس تباين تكوينها الجيولوجي ومظاهر السطح والموارد المائية وظروفها البيئية الأخرى ، وهي إقليم السهل الرسوبي المتمثل بمنطقتين هما كتوف الأنهار والأحواض . وإقليم الهضبة بأقسامه الثلاثة هي الهضبة الشمالية والهضبة الجنوبية و هضبة بادية الشبكة على أساس مظاهر السطح، وإقليم المنخفضات والأهوار المتمثل بقسم المنخفضات (منخفض بحر النجف ) وقسم الأهوار.

      وهنا لابد من الإشارة إلى إن إقليم المنخفضات والأهوار قد لايكون ضمن مساحة متحاددة أو ضمن رقعة جغرافية متصلة ، إذ نرى أن الأهوار تقع ضمن أراضي السهل الرسوبي دُرست ضمن إقليم واحد سُمي إقليم المنخفضات والأهوار بسبب حصول بعض التشابه في بيئتها الطبيعية من حيث كونها ذات مسطحات مائية واسعة . 

      وقبل الختام أضع هذه الدراسة المتواضعة بين أيادي أساتذتي الأفاضل آملاً التوفيق في أن تُسْهِمْ في تقديم شيء في علم جغرافية التربة والذي قد يكون نافذة لتطوير هذه الدراسة من قبل زملاء آخرين واني على يقين تام ان عملي هذا لا يخلو من الخلل والنواقص .

 

رابط تحميل الرسالة 


هناااااا


رابط اخر


هنااااااا

الرابط على تليجرام نظرا لحجم الرسالة الكبير


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-