كتاب جغرافية الزراعة _ الاستاذ الدكتور كاظم عبادي حمادي
المقدمة
من خلال تدريس مادة جغرافية الزراعة للمرحلة الثالثة من قسم الجغرافية في كلية التربية طيلة الأعوام الدراسية 1999- 2012 فقد بدت لي فكرة الكتابة وتأليف كتاب جغرافية الزراعة الذي ينسجم مع مفردات المنهج الدراسي المعد من قبل الهيئة القطاعية لأقسام الجغرافية لكليات التربية في الجامعات العراقية
فكان احد الأهداف الرئيسية لتأليف هذا الكتاب بالأضافة إلى الوقوف على التطورات الحديثة التي طرأت في مجال الزراعة على مستوى العالم من حيث التقدم العلمي والابتكارات العلمية في طرق الزراعة والري من اجل إنتاج محاصيل زراعية تسد الحاجة المحلية من غذاء ومواد أولية للصناعة والتي حظيت هي الأخرى بثورة علمية من خلالها استطاعت الحفاظ على المنتجات الزراعية الفائضة عن الحاجة المحلية واستهلاكها خارج مناطق إنتاجها وزراعتها وقد ساعد ذلك التطورات التكنولوجية في مجال وسائط النقل الحديثة .
وجغرافية الزراعة إحدى الموضوعات التي تهتم بالدراسات الزراعية وفق منهج خاص تهتم بت الدراسات الجغرافية التي تتناول دراسة العوامل الجغرافية المؤثرة فيالإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وشملت العوامل الطبيعية والبشرية ، لذا تضمن هذا الكتاب بابين مقسمه على إحدى عشر فصلا ، تناول الباب الأول منه دراسة مقدمة عامة عن مفاهيم عن جغرافية الزراعة والمراحل الزمنية التي مرت بها ، ودرجة علاقتها بفروع الجغرافية من جهة وعلاقتها بالعلوم الأخرى وخاصة العلوم الزراعية والاقتصادية والعلوم الصرفة من جهة أخرى .
واختص الفصل الأول بدراسة العوامل الطبيعية المؤثرة في الإنتاج الزراعي والتي تضمنت العوامل المناخية والسطح والتربة والعوامل الحياتية .
وتناول الفصل الثاني دراسة العوامل البشرية المؤثرة فيالإنتاج الزراعية والتي تمثلت بالعوامل الاقتصادية والعوامل الاجتماعية والسياسات الحكومية ودرجة التطور العلمي والتكنولوجي ومدى تأثيرها على تطور الإنتاج الزراعي .
إما الفصل الثالث فقد اختص بدراسة الأنماط الزراعية في العالم وكيفية ممارسة الزراعة من قبل شعوب العالم المتطورة منها والنامية وقد شملت حتى شعوب العالم التي تعيش في غابات إفريقيا والأمازون والأستراليين الأصليين وغيرها ،
واهم أنماط الزراعة التي مارسها الإنسان خلال حياته اليومية ومنها نمط الزراعة المتنقلة والكثيفة والواسعة والمختلطة والمتخصصة .
في حين اختص الفصل الرابع بدراسة تصنيف المحاصيل الزراعية بشقيها النباتي والحيواني وتم التركيز في هذا الفصل على دراسة تصنيف محاصيل الحبوب ومحاصيل ألبستنه من حيث البدايات الأولى لزراعة المحصول وأهميته الغذائية والاقتصادية ودراسة العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة فيإنتاج المحصول وانتهاء بدراسة تأثير الآفات والأمراض النباتية على الإنتاج والتعريج على التوزيع الجغرافي للمحصول على مستوى العالم والتركيز على أهم الدول المنتجة له وتوضيح ذلك من خلال الجداول والخرائط الجغرافية .
إما الباب الثاني فقد اختص بدراسة الإنتاج الحيواني وشمل ست فصول اختص الفصل الخامس بدراسة العوامل المؤثرة فيالإنتاج الحيواني ، والفصل السادس بانتاج الأبقار والفصل السابع بانتاج الأغنام والفصل الثامن بانتاج الدواجن والفصل التاسع بالثروة السمكية والفصل العاشر بتربيةالنحل وإنتاج العسل ، وقد اتخذنا في دراسته على نفس المنهج السابق من حيث دراسة الخصائص العامة للثروة الحيوانية لكل نوع منها ودرجة تأثير العوامل البيئية على منتجاتها ثم التوزيع الجغرافي للثروات الحيوانية ومثلت في جداول وإشكال بيانية.
واختتم الكتاب بدراسة نظريات الموقع الزراعي والتي شملت النظريات القديمة والمعاصرة الحديثة والتركيز على خصائص أهم النظريات ذات العلاقة بجغرافية الزراعة ومنها النظريات التقليدية مثل نظرية فو وثنن وبريكنمان ولوشت ونظرية الريع الزراعي لريكاردو ثم عرجنا على دراسة خصائص النظريات المعاصرة من المبادئ والأهداف التي اعتمدت عليها هذه النظريات في دراستها لنماذج التوازن بين الأقاليم ودراسة البني النظرية والرياضية للنماذج التابعية .
وبالنظر لما يتمتع به العراق من أهمية كبيرة في مجال الدراسات الزراعية وتوفر المستلزمات الرئيسية للإنتاج الزراعي من تربة خصبة وسطح ملائم للزراعة ومناخ معتدل ومياه مناسبة في الوقت الحاضر بالإضافة إلى التطورات العلمية في مجال البحوث الزراعية فقد دعانا إن تكون معظم الأمثلة الجغرافية من واقعنا الجغرافي وعلى الرغم من إن العراق معظم منتجاته الزراعية مستوردة من الخارج وهذا ما يؤثر على سياسة العراق الزراعية في المستقبل لذا عملنا في هذا الكتاب على إبداء بعض التوجيهات الخاصة بتطوير الإنتاج الزراعي من اجل اللحاق بالأمم المتطورة زراعيا والتأكيد على نماذج تجاربها الزراعية واقرب ذلك دولة الأمارات العربية المتحدة وسوريا ومصر ، والعمل على تطوير البحث العلمي وبناء المحطات الزراعية التجريبية منها والبحثية للوصول إلى بناء جيل علمي يعمل على ممارسة الجوانب التطبيقية وتقليل الجانب النظري وطرح أفكار أساتذة الجامعة وطلاب الدراسات العليا والمهتمين بالزراعة في المحافل الدولية والمؤتمرات العلمية داخل وخارج العراق من اجل النهوض بالواقع الزراعي والعمل على جعل مادة الجغرافية بصورة عامة من الموضوعات العلمية وجغرافية الزراعة بصورة خاصة ولتوضيح ذلك من خلال التركيز على دراسة الموضوعات الزراعية ضمن الأطر الجغرافية .
وأقدم شكري وتقديري إلى المدرس المساعد محمد عباس جابر لما أبداه من مساعدة كبيرة ومد يد العون في اعداد ورسم الخرائط الجغرافية المرفقة في الكتاب والتي وضحت التوزيع الجغرافي للمحاصيل الزراعية على مستوى العالم وفق نظام GIS والتي أظهرت بالصورة الصحيحة باستخدام أسلوب الدوائر المتراكزة ، كما أقدم شكري وتقديري إلى الأستاذ الدكتورمحمد رمضان محمد
استاذ الجغرافية الزراعية في جامعة البصرة – كلية التربية لحرصه الشديد ومتابعته في قراءة الكتاب وتفحصيه بصورة دقيقة و تقييمه من الناحية العلمية وتحديد الهفوات التي لم انتبه إليها خلال الكتابة .
وختاما اسأل الله تعالى إن يمد يد العون لنا من اجل خدمة العلم والعلماء من خلال إعداد هذا الكتاب لكي يكون من مصادر المعرفة العلمية عامة والمعرفة الجغرافية خاصة والله من وراء هذا القصد .
رابط التحميل