تنمية السياحة العلاجية في واحة الجغبوب

  

تنمية السياحة العلاجية  في واحة الجغبوب د. عبدالباسط علي عبدالجليل

كلية السياحة والآثار/ جامعة عمر المختار

د. بالعيد محمد يونس

كلية السياحة والآثار/ جامعة طبرق

أ. أحمد الصافي الشريف

كلية السياحة والآثار/ جامعة طبرق

أعمال المؤتمر الدولي الثاني: متطلبات التنمية الحقيقية في ليبيا (من أجل تنمية شاملة ومستدامة في ليبيا) 14 - 15 ديسمبر 2021م - جامعة خليج السدرة – بن جواد - المجلد الأول - تحرير: د. مصباح عبد الله أحواس وآخرون - منشورات جامعة خليج السدرة 2021م ـ ص ص. 463 - 492:

الملخص:

يهدف هذا البحث إلى توضيح مفاهيم أساسية حول التنمية السياحية وماهيتها، وخصائصها، وأنماط السياحة العلاجية في منطقة الدراسة، وكذلك توضيح أهمية السياحة العلاجية بالنسبة لمنطقة الدراسة والسائحين.

  تنفرد واحة الجغبوب بالعديد من المقومات السياحية سواء الطبيعية أو البشرية، كالبحيرات الصحراوية، والكثبان الرملية والنباتات النادرة مثل (العاقول) التي تستخدم في مجال العلاج الطبيعي، والاستشفاء في عديد من مناطق الدواخل؛ إلى جانب تواجد العديد من المواقع والمقومات البشرية، كالمباني التاريخية والدينية، كالزوايا السنوسية ومكتبة وجامع الإمام السنوسي الأكبر إضافًة إلى قصر الثني والطواحين الهوائية، وكذلك المقابر الأثرية ونقوش الملفا بالغة التيفيناغ التي حول الواحة. هذه العوامل مجتمعة تجعل لهذه المنطقة عامل جذب قوى مساعد ومؤثر في تنمية السياحة العلاجية

      يتناول هذا البحث بطريقة وصفية تحليلية إمكانية إجراء تخطيط علمي سليم للسياحة العلاجية، والعمل على وضع استراتيجيات التنمية السياحية المناسبة لهذا النمط الذي بدأ يفرض نفسه على المهتمين والمختصين بالسياحة في الآونة الأخيرة، وذلك بما حققه من زيادة مضطردة في أعداد السائحين والإيرادات السياحية، كذلك بيان أهم المجالات التي تؤثر على تخطيط وتنمية السياحة العلاجية، وانعكاسات النشاط السياحي على البيئة المحيطة، وحماية حقوق الأجيال المقبلة، ومن خلال نمو السياحة العلاجية واستدامتها وزيادة منافعها.

 الكلمات المفتاحية: السياحة، التنمية، السياحة العلاجية، التنمية المستدامة، الجغبوب.

مقدمة:

       فكرة السفر من أجل أسباب صحية ليست بجديدة؛ ولكن إطلاق مسمى السياحة العلاجية عليها هو الجديد، فقد كان من المتوقع في عام 2012م، أن تصبح صناعة السياحة العلاجية صناعة المائة مليون دولار، مع أكثر من 780 مليون مسافر للخارج بحثاً عن الرعاية الصحية،)[1]( فالسياحة العلاجية هي صناعة عالمية سريعة النمو، صناعة تساهم في تحقيق أرباح تقدر بالمليارات وأصبحت الآن هي الشريحة الأسرع نموًا في السوق السياحية في العديد من البلدان([2]). 

      فالمسافرون والمحليون لأجل السياحة العلاجية يزورون نفس المقاصد السياحية في الواحات الغنية بالعيون الكبريتية والرمال الساخنة لحالات الردم والعلاج لكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية علاجها طبيًا في بلدهم وأيضًا لبعض الأسباب نفسها فلم يعد السفر إلى منتجع صحي على البحر الأبيض المتوسط للاسترخاء والاستجمام، أو السعي وراء العلاجات التقليدية الأيورفيدا في الهند، والحج إلى لورديس في فرنسا بحثاً عن الشفاء بمعجزة، ففرنسا يوجد لديها نظام الصحة المصنف رقم واحد في العالم من قبل منظمة الصحة العالمية. ومع ذلك فالسياح الفرنسيين يسافرون إلى جميع أنحاء العالم بحثاً عن الرعاية المتخصصة، وأوقات انتظار اقصر، وتوفير في التكاليف، وفي بعض الأوقات يأملون المعجزات من علاجات غير مثبتة، أو حتى من إجراءات غير قانونية.

مشكلة الدراسة.

     ترتبط السياحة العلاجية بالتنمية الاقتصادية ارتباطًا قويًا إذ إنها تعد موردًا أساسيًا من مصادر الدخل للعديد من الدول، وتساعد في حل العديد من المشكلات التي تواجهها وتعمل على تخفيف حدة مشكلة البطالة بالمساعدة في خلق فرص عمل جديدة.

 ومن خلال هذه الدراسة سيتم الوقوف على هذا الواقع، ومحاولة إبراز سبل تطويره انطلاقًا من طرح التساؤل الرئيس الآتي:

1. ما هو واقع السياحة العلاجية في منطقة الجغبوب؟

2. ما هي مقومات السياحة العلاجية لمنطقة الجغبوب؟

3. كيف يستفاد من المستجدات والمتغيرات الحديثة في زيادة حجم ونشاط السياحة العلاجية في واحة الجغبوب؟

أهمية البحث:

       تبرز أهمية هذا البحث فيما يأتي:

1.تحديد معنى التنمية السياحية وعلاقتها بالسياحة العلاجية.

2. توضيح أهمية واحة الجغبوب في السياحة العلاجية.

3.التعرف على مقومات السياحة العلاجية ودورها في جذب السياح داخل منطقة الدراسة.

  أهداف البحث:

1.تسليط الضوء على واحة الجغبوب من الناحية العلاجية ودورها في التنمية السياحية.

2. التعريف بمنطقة الجغبوب وإمكانياتها الطبيعية والتراثية التي تأهلها لتكون منطقة استثمار سياحي في القريب العاجل.

منهج الدراسة: تم الاعتماد في هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، واجراء دراسة ميدانية عن حالة السياحة العلاجية في واحة الجغبوب.

مدخل عام للتنمية والسياحة العلاجية

التنمية السياحية:-

تعد التنمية السياحية نموًا إداريًا مدفوعًا، تصاحبه عدة مؤشرات كزيادة أعداد السائحين والليالي السياحية، وزيادة الإنفاق السياحي والإيرادات السياحية ([3]).

تُعرف التنمية السياحية بأنها "توفير التسهيلات والخدمات لإشباع حاجات ورغبات السياح، وتشمل كذلك بعض تأثيرات السياحة مثل إيجاد فرص عمل جديدة ودخول جديدة". ([4])

وأيضًا تعرف التنمية السياحية بأنها:" التصنيع المتكامل الذي يعني إقامة وتشييد مراكز سياحية تتضمن مختلف الخدمات التي يحتاج إليها السائح أثناء إقامته وبالشكل الذي يتلاءم مع القدرات المالية للفئات المختلفة من السائحين. ([5])

عرَّفها (صلاح الدين عبدالوهاب) بأنها: " التنمية السياحية لا تقتصر على تنمية العرض السياحي فقط أو جزء منه، وإنما يجب أن تمتد لتشمل تنمية كل من العرض والطلب السياحي لتحقيق التلاقي بينهما، لإشباع رغبات السائحين والوصول إلى أهداف محددة قومية وقطاعية وإقليمية موضوعة سلفًا لتكون معيارًا لقياس درجات التنمية السياحية المطلوبة". ([6])

التنمية السياحية المستدامة:

عرَّفتها منظمة السياحة العالمية WTO هي:" النمط الذي يشبع معًا رغبات السائحين وحاجات المجتمعات المضيفة، بحيث يضمن تحقيق حماية وتحسين الآفاق السياحية في المستقبل من خلال إدارة الموارد السياحية بطريقة تستجيب للحاجات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنوع البيولوجي والعمليات البيئية والأنظمة المعيشية". ([7])

وعرَّفها الاتحاد الأوروبي للبيئة والمنتزهات القومية 1993م على أنها:" نشاط يحافظ على البيئة ويحقق التكامل الاقتصادي والاجتماعي ويرتقي بالبيئة المعمارية، وهي التنمية التي تقابل وتشبع احتياجات السائحين والمجتمعات المضيفة الحالية وضمان استفادة الأجيال المستقبلية. ([8]) 

السياحة العلاجية:

يتمثل سوق السياحة العلاجية في وجود عدد من البلدان تتنافس على تقديم أفضل الخدمات العلاجية للمرضى من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات، فعلى سبيل المثال: ماليزيا، وتايلاند، والهند، وسنغافورة في آسيا، والتي من المتوقع أن تسيطر على80٪ على الأقل من حصة السوق الآسيوية في السياحة العلاجية بحلول عام 2025م([9]) المكسيك، والبرازيل وكوستاريكا، وكوبا في أمريكا الجنوبية والوسطى، هي الوجهات الرئيسية لرواد السياحة العلاجية.([10])أما في الشرق الأوسط، فتسعى تركيا، والإمارات العربية المتحدة، والأردن إلى تعزيز مكانتها كمراكز دولية للسياحة العلاجية، كما أن أوروبا، عُرفت تاريخيًا بتميزها بالسياحة العلاجية، ولهذا سعى الأوربيون للبحث عن خدمات الرعاية الصحية في آسيا.([11])

كانت حركة السياحة العلاجية تاريخيًا من البلدان ذات الدخل المنخفض إلى البلدان المرتفعة الدخل، مع وجود خدمات علاجية أفضل كـ(المرافقين والمهنيين المدربين والمؤهلين)، انعكس هذا الاتجاه مؤخرا وتطورت مراكز التميز الطبي التي تجذب السائحين لهذا الغرض بغض النظر عن دخول البلدان ودرجة التطور.([12])

السياحة العلاجية:

تعتمد على العناصر الطبيعية في علاج المرضى وشفائهم مثل ينابيع المياه المعدنية أو الكبريتية كالبحيرات، والرمال الموجودة في اندونيسيا، والسعودية، ومصر، وليبيا([13])

كما عرَّفها ( صبري عبد السميع (على أنها:  انتقال الأشخاص من بلدانهم الأصلية إلى بلدان أخرى بهدف الاستفادة من العناصر الطبيعية التي وهبها الله لهذه المناطق في مجال العلاج والاستشفاء([14]).

 عرَّفها الاتحاد العالمي للسياحة بأنها تقديم تسهيلات الصحة باستخدام المصادر الطبيعية للدولة، وبشكل خاص المياه المعدنية والمناخ.([15])

تحميل البحث



drive.google-download


 archive


اطلاع وتحميل البحث



archive.org/details


drive.google


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-